للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في فضيلة قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها]

قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١)(١) إلى آخر السورة، وسميت ليلة القدر - أي ليلة الشرف أو التي فيها المقادير الجسام (٢)، وهى خير من ألف شهر لا من ألف ليلة مثلها، بل من ثلاثين ألفًا، والإذن لشرف البشر المعظم شأنهم، وكلها سلام إما كثرته، وإما السلامة من كل آفة، فهى طالع مقبل ووقت سعيد.

وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ (٣) الآيات، وهى ليلة القدر على الأصح.

وقيل: ليلة نصف شعبان، وسياق الآية يرده.

وروينا في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه" (٤) ومن أرجى لياليها السبع الأواخر. أخرجه الشيخان من حديث ابن عمر (٥)، بل والعشر كلها كما أخرجاه من حديث عائشة (٦)


= في قيام رمضان وهو التراويح، وأبو داود في سننه (١٣٧١) كتاب رمضان ١ - باب قيام شهر رمضان، والترمذي في سننه (٨٠٨) كتاب الصوم، باب الترغيب في قيام رمضان وما جاء من الفضل وأحمد في مسنده (٢/ ٢٨١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٢/ ٤٩٢، ٤٩٣)، وابن شيبة في مصنفه (٢/ ٣٩٥).
(١) سورة القدر (١).
(٢) قال العلماء: وسميت ليلة القدر لما يكتب فيها للملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة لقوله تعالى: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)﴾ [الدخان: ٤]، وقوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤)﴾ [القدر: ٤]، ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم، وكل ذلك مما سبق علم اللَّه تعالى به وتقديره له، وقيل: سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها، وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر للأحاديث الصحيحة المشهورة. [النووي في شرح مسلم (٨/ ٤٦) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) سورة الدخان (٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٠١٤) كتاب فضل ليلة القدر، ١ - باب فضل ليلة القدر، ومسلم في صحيحه [١٧٥ - (٧٦٠)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ٢٥ - باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح.
(٥) أخرجه البخاري (٢٠١٥) كتاب فضل ليلة القدر ٢ - باب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر، ومسلم في صحيحه [٢٠٥ - (١١٦٥)] كتاب الصيام ٤٠ - باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه (٢٠٢٠) كتاب فضل ليلة القدر، ٣ - باب تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر فيه عبادة، ومسلم في صحيحه [٢١٩ - (١١٦٩)] كتاب الصيام، ٤٠ - باب فضل ليلة القدر والحث على طلبها، وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها.

<<  <  ج: ص:  >  >>