للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرجاها أوتاره كما في حديثها في صحيح البخاري (١).

وقد قيل إنها في كل ليلة من ليالي العشر الأخير، لكن ليالي الوتر أرجاها.

فرع: ليلة القدر أفضل ليالي السنة، وهى مختصَّة بهذه الأمة ولم تكن لمن قبلنا.

وفي صحيح ابن حبان من حديث أبي ذر قال: "يا رسول اللَّه أخبرني عن ليلة القدر في زمن الأنبياء ينزل الوحي عليهم فاقبضوا رُفعت؟

قال: "بل هى إلى يوم القيامة" (٢).

فرع: علامتها أنها ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، وأن الشمس تطلع في ذلك اليوم لا شعاع لها.

ثم قال: وقد روى في حديثين ضعيفين في صفة الهواء ليلة القدر فقال في أحدهما: "إنها ليلة سمحة لا حارة ولا باردة، تطلع شمس صبيحتها ضعيفة حمراء"، وفي الأخر معناه.

ثم روى من حديث الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة (٣) قال: ذُقت ماء البحر ليلة سبع وعشرين، فإذا هو عذب.

فرع: قال الشافعى في القديم، ويجتهد في يومها كليلتها.

فرع: الحكمة في إخفائها اجتهاد الناس في طلبها رجاء إصابتها.


(١) البخاري في صحيحه (٢٠١٧) في كتاب فضل ليلة القدر، ٣ - باب تحري ليلة القدر في الوتر في العشر الأواخر.
(٢) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٤/ ٣٠٧)، والطحاوى في شرح معانى الآثار (٣/ ٨٥)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٧٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢١٣).
(٣) عبدة بن أبي لبابة، أبو القاسم الأسدي مولاهم الغاضرى، ويقال مولى قريش البزار الكوفي، ثقة، أخرج له: البخاري ومسلم وأبو داود في المسائل والترمذي، والنسائي وابن ماجه، توفي سنة (١٢٣) ترجمته: تهذيب التهذيب (٦/ ٤٦١)، وتقريب التهذيب (١/ ٥٣٠)، والكاشف (٢/ ٢٢٣)، وتاريخ البخاري الكبير (٦/ ١١٤)، وتاريخ البخاري الصغير (١/ ٣١٥، ٣٢٧)، والجرح والتعديل (٦/ ٤٥٥)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ٢٩٩)، وحلية الأولياء (٦/ ١١٢) الثقات (٥/ ١٤٥)، روى مسلم في صحيحه [٢٢٠ - (١١٦٩)] عن أُبَيِّ بن كعب وفيه "إنها ليلة سبع وعشرين فقلت: بأى شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالعلامة أو بالآية التى أخبرنا رسول اللَّه إنها تطلع يومئذ لا شعاع لها"، قال النووي: الشعاع بضم الشيم قال أهل اللغة هو ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الجبال والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها، قال صاحب المحكم بعد أن ذكر هذا المشهور: وقيل: هو الذي تراه ممتدًا بعد الطلوع، قال: وقيل: هو انتشار ضوئها، وجمعه أشعة وشُعُع بضم الشين والعين قال القاضي: قيل معنى لا شعاع لها أنها علامة جعلها اللَّه تعالى لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>