للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظله (١)، إمام عادل وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابَّا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف اللَّه، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما قدمت يمينه، ورجل ذكر اللَّه خاليًا ففاضت عيناه" (٢).

وقد جمعهم بعض الحفاظ في بيت:

وقال النبي المصطفى أن جمعتهُ … يظلهم اللَّه العظيم بظله

محبّ عفيف ناشئ متصدق … وذاك مصل والإمام العادل

[فصل]

وورد من حديث البراء بن عازب مرفوعًا: "إن للَّه تعالى خوَّاص يسكنهم الرفيع من الجنان، كانوا أعقل الناس". قالوا: يا رسول اللَّه وكيف كانوا كذلك؟

قال: "همتهم المسابقة إلى ربهم والمسارعة إلى ما يرضيه، وزهدوا في الدنيا، وفضولها ورياستها ونعيمها، فصبروا قليلًا، واستراحوا طويلًا" (٣).

وعن أنس رفعه: "بدلاء أمتي أربعون رجلًا، اثنان وعشرون بالشام، وثمانية


(١) قال القاضي: إضافة الظل إلى اللَّه تعالى إضافة ملك وكل ظل فهو للَّه وملكه وخلقه وسلطانه والمراد هنا ظل العرش كما جاء في حديث آخر مبينا والمراد يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين ودنت منهم الشمس واشتد عليهم حرها وأخذهم العرق ولا ظل هناك لشيء إلا للعرش، وقد يراد به هنا ظل الجنة وهو نعيمها والكون فيها كما قال تعالى ﴿وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا (٥٧)﴾. وقال القاضي: قال ابن دينار: المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والكف من المكاره في ذلك الموقف قال: وليس المراد ظل الشمس، قال القاضي: وما قاله معلوم في اللسان يقال: فلان في ظل فلان أي في كنفه وحمايته. [شرح مسلم للنووي (٧/ ١٠٧، ١٠٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٦٠) كتاب الأذان، ٣٦ - باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة، وفضل المساجد. ورقم (١٤٢٣) كتاب الزكاة، ١٨ - باب الصدقة باليمين، ورقم (٦٤٧٩) كتاب الرقاق، ٢٤ - باب البكاء من خشية اللَّه ورقم (٦٨٠٦) كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة، ٥ - باب فضل من ترك الفواحش ومسلم في صحيحه [٩١ - (١٠٣١)] كتاب الزكاة ٣٠ - باب فضل إخفاء الصدقة. والترمذي في سننه (٢٣٩١) كتاب الزهد، باب ما جاء في الحب في اللَّه. والنسائي (٨/ ٢٢٢ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٢/ ٤٣٩)، وابن خزيمة في صحيحه (٣٥٨)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢١٧)، وابن حجر في التلخيص (٣/ ١١٥).
(٣) أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء (١/ ١٧)، وابن حجر في المطالب العالية (٣٢٩٩)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (١/ ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>