للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من عبد مسلم يدعو لأخيه (١) بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل" وروينا فيه أيضًا، من حديثه أيضا أنه كان يقول: "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير قال الموكل به آمين ولك بمثل" (٢).

[فصل في مسائل من الدعاء]

عن أسامة بن زيد مرفوعًا: "من صُنِعَ إليه معروف فقال لفاعله: جزاك اللَّه خيرا، فقد أبلغ في الثناء" (٣).

رواه الترمذي وصححه.

وفيه أن الدعاء قد يكون ثناء.

وعن جابر مرفوعًا: "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من اللَّه ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم" (٤).

أخرجه مسلم. فالإجابة متوقعة كل وقت. وعن أبي هريرة مرفوعًا: "أقرب ما


(١) قوله : "بظهر الغيب" فمعناه في غيبة المدعو له وفي سره لأنه أبلغ في الإخلاص. قوله: "بمثل" هو بكسر الميم وإسكان الثاء هذه الرواية المشهورة، قال القاضي ورويناه بفتحها أيضا، يقال هو مثله ومثيله بزيادة الياء أي عديلة سواء، وفي هذا أفضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها.
[النووي في شرح مسلم [١٧/ ٤١] طبعة دار الكتب العلمية].
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٨٨ - ٢٧٣٣] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [٢٣] باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب وأبو داود (١٥٣٤) كتاب الصلاة باب الدعاء بظهر الغيب، وابن ماجه في سننه [٢٨٩٥] كتاب المناسك [٥] باب فضل دعاء الحاج. وابن حجر في تلخيص الحبير [٢/ ٩٥]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٢٢٢٨].
(٣) أخرجه الترمذي في سننه [٢٠٣٥] كتاب البر والصلة باب ما جاء في المتشبع بما لم يعطه، والنسائي في عمل اليوم والليلة ص [٧٥]. والطبراني في المعجم الصغير [٢/ ١٤٨]، وابن حبان في صحيحه [٢٠٧١ - المورد]، والبخاري في الأدب المفرد [٢١٥]، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٣٠٢٤)، والزبيدي في الإتحاف [٤/ ١٥٦]، وابن السني [٢٧٠].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٧٤ - (٣٠٠٩)] كتاب الزهد والرقائق، [١٨] باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر. وأبو داود في سننه [١٥٣٢] كتاب الصلاة، باب النهي عن أن يدعو الإنسان على أهله وماله. والتبريزي في مشكاة المصابيح [٢٢٢٩] وابن حبان في صحيحه [٢٤١١ - المورد].

<<  <  ج: ص:  >  >>