للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجلس في الوفاء بالعهد وإنجاز الوعد والحذر من الخيانة]

قال تعالى: ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ (١).

وقال: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ﴾ (٢).

وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: ١] (٣).

وقال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)(٤).

وفي هذه الآيات الأمر بالوفاء وإنكار الخَلْف على ذي إيمان، وتشديد الذم له، وتهديد من نكبه بالمقت عند اللَّه، والمقت أشد البغض، وعند اللَّه أبلغ، وقال: ﴿إنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (٥)، وقال: ﴿فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾ (٦).

وقال: ﴿وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا﴾ (٧).

وقال: ﴿وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ﴾ (٨).

وقال: ﴿ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ﴾ (٩).

وقال: ﴿وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾ (١٠).


(١) سورة الإسراء [٣٤]. ﴿وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ﴾ [الإسراء: ٣٤] أي الذي تعاهدون عليه الناس، والعقود التي تعاملونهم بها، فإن العهد والعقد كل منهما يسأل صاحبه عنه ﴿إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا﴾ [الإسراء: ٣٤] أي عنه. "تفسير ابن كثير [٣/ ٤٠] ".
(٢) سورة النحل [٩١].
(٣) سورة المائدة [١]. قال ابن كثير: ﴿أَوْفُوا بِالْعُقُود﴾ [المائدة: ١] قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد يعني بالعقود العهود، وحكى ابن جرير الإجماع على ذلك قال: والعهد ما كانوا يتعاقدون عليه من الحلف وغيره.
(٤) سورة الصف [٢، ٣]. استدل بهذه الآية الكريمة من ذهب من علماء السلف إلى أنه يجب الوفاء بالوعد مطلقًا سواء ترتب عليه عزم للموعود أم لا، واحتجوا أيضًا من السنة بما ثبت في الصحيحين أن رسول اللَّه قال: "آية المنافق ثلاث: إذا وعد أخلف، وإذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان". "تفسير ابن كثير [٤/ ٣٥٧] ".
(٥) سورة آل عمران [٩].
(٦) سورة إبراهيم [٤٧].
(٧) سورة الكهف [٩٨].
(٨) سورة طه [٩٧].
(٩) سورة الأنبياء [٩].
(١٠) سورة الحج [٤٧].

<<  <  ج: ص:  >  >>