قال: فحملتها أنا وأصحابي وصلينا عليها ودفناها وقرأت عند رأسها سورة يس، ورجعت إلى محرابي باكي العين حزين القلب على فراقها، وصليت ركعتين ونمت، فرأيت الجارية في الجنة وعليها الحلل، وهي في مرج من زعفران أفيح، عليها حلل السندس والاستبرق، وعلى رأسها إكليل مرصع بالدرّ والجوهر، وفي رجليها نعلان من، الياقوت الأحمر يفوح منها ريح المسك والعنبر، ووجهها أضوأ من الشمس والقمر، فقلت: مهلًا يا جارية، ما الذي بلغك هذه المنزلة؟ قالت: حُب الفقراء والمساكين، وكثرة الاستغفار، ونقل الأذى عن طريق المسلمين، ثم أنشأت تقول:
طوبى لمن سهرت في الليل عيناه … وبات ذا قلق من حب ولاه
وراح يومًا على تفريطه وبكى … خوفًا لما قد جناه من خطاياه