للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[مجلس في الجهاد]

قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ (١).

وقال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ (٢) الآية.

وقال تعالى: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (٣).

وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ﴾ (٤) الآية.

فأبان فيها الجزاء المهم بأن لهم الجنة بقوله: ﴿وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا﴾.

وبقوله: ﴿وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ﴾ (٥).

ثم غبطهم بباقي السورة، وياله بسرور في بيع مبرور.

وقال تعالى: ﴿لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾ (٦).


(١) سورة التوبة (٣٦). أي جميعهم ﴿كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً﴾ فيحتمل أنه منقطع عما قبله وأنه حكم مستأنف، ويكون من باب التهييج والتحريض أي كما يجتمعون لحربكم إذا حاربوكم فاجتمعوا أنتم أيضا لهم إذا حاربتموهم وقاتلوهم بنظير ما يفعلون، ويحتمل أنه أذن للمؤمنين بقتال المشركين في الشهر الحرام إذا كانت البراءة منهم. تفسير ابن كثير (٢/ ٣٦٣).
(٢) سورة البقرة (٢١٦).
(٣) سورة التوبة (٤١).
(٤) سورة التوبة (١١١). يخبر تعالى أنه عاوض من عبادة المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم إذ بذلوها في سبيله بالجنة وهذا من فضله وكرمه وإحسانه فإنه قبل العوض عما يملكه بما تفضل به على عبيده المطيعين، لهذا قال الحسن البصري وقتادة بايعهم اللَّه فأغلى ثمنهم "وعدا عليه حقا" تأكيد لهذا الوعد وإخبار بأنه قد كتبه على نفسه الكريمة وأنزله على رسله في كتبه الكبار وهي التوراة المنزلة على موسى والإنجيل المنزل على عيسى (تفسير ابن كثير ٢/ ٣٩٩).
(٥) سورة التوبة (١١١).
(٦) سورة النساء (٩٥)
روى البخاري في صحيحه (٤٥٩٢) كتاب تفسير القرآن، من سورة النساء، ١٨ باب (لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه)، عن زيد بن ثابت أن رسول اللَّه أملى عليه: "لا يستوى القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل اللَّه" فجاءه ابن أم مكتوم وهو يُمِلها عليَّ قال: يا رسول اللَّه واللَّه لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان أعمى فأنزل اللَّه على رسوله وفخذه على فخذي فثقلت على حتى خفت أن تُرض فخذي ثم سُري عنه فأنزل اللَّه ﴿غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ﴾.

<<  <  ج: ص:  >  >>