للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل]

روى عن الحسن (١) قال: خرج سلمان إلى المدائن ومعه ضيف، فإذا بصنانير في الصحراء وطيور في الهواء، فقال: ليأتيني (صفر) (٢) وطير منكن سمينان، فقد جاءني ضيف (٣) فأحب إكرامه. فجاء كلاهما، فقال الرجل: سبحان اللَّه، أو قد سخر لك هذا الطير في الهواء؟! فقال: أتتعجب من هذا؟ ما من عبد أطاع اللَّه إلا أطاعه خلقه.

[فصل]

عن بعض أصحاب أبي تراب (٤) قال: كنا معه في طريق مكة، فعدل عن الطريق إلى ناحية، فقال بعض أصحابه: يا سيدي أنا عطشان. فضرب برجله الأرض، فإذا عين ماء زلال، فقال: الفتى أحب أن أشربه في قدح. قال: فضرب بيده الأرض فناوله قدحا من زجاج أبيض كأحسن ما رأيت، فشرب وسقانا، وما زال القدح معنا إلى مكة.

[فصل]

عن بعض الصالحين قال: كنت مع إبراهيم بن أدهم على ساحل البحر، فانتهينا إلى غيضة (٥) فيها حطب كثير يابس. فقلت: يا إبراهيم لو


(١) الحسن البصري غني عن التعريف، وروى عن جمع من الصحابة منهم عمران بن حصين والمغيرة بن شعبة وأبي بكرة والنعمان بن بشير وأبي هريرة وابن عباس وابن عمر وجابر وغيرهم.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) روى مسلم في صحيحه [١٥ - (٤٨)] كتاب اللقطة عن أبي شريح العدوي رفعه: "الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة. . . . " الحديث.
قال النووي: قال العلماء: معناه الاهتمام به في اليوم والليلة، وإتحافه بما يمكن من بر وإلطاف، وأما في اليوم الثاني والثالث فيطعمه ما تيسر ولا يزيد على عادته، وإما ما كان بعد الثلاثة فهو صدقة ومعروف إن شاء فعل وإن شاء ترك. [النووي في شرح مسلم (١٢/ ٢٨) طبعة دار الكتب العلمية].
(٤) قال: يوسف بن الحسن: كنت مع أبي تراب بمكة فقال: أحتاج إلى كيس دراهم، فإذا رجل قد صب في حجره دراهم فجعل يفرقه على من حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أن يعطيه شيئا، فما أعطاه شيئا، ونفدت الدراهم، وبقيت أنا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة فلم تعطني شيئا، فقال له: أنت لا تعرف المعطي. [تاريخ الإسلام للذهبي وفيات (٢٤١ - ٢٥٠)].
(٥) غاض الماء غيض: نزل في الأرض وغاب فيها، والغيضة: الأجمة والموضع يكثر فيه الشجر =

<<  <  ج: ص:  >  >>