(٢) الكرامة تثبيت لمن أظهرت له، ربما وجدها أهل البدايات في بداياتهم، وفقدها أرباب النهايات في نهاياتهم، إذ ما عليه أهل النهاية من الرسوخ في اليقين والقوة والتمكين لا يحتاجون معه إلى مثبت، وهكذا كان السلف الصالح لم يحوجهم الحق سبحانه إلى وجود الكرامات الحسية لما أعطاهم من المعارف الغيبية والعلوم الإشارية ولا يحتاج جبل إلى مرساة، فالكرامة رافعة لزلزلة الشك في المنة، ومُعَرِّفَة بفضل اللَّه فيمن أظهرت عليه وشاهدة له بالاستقامة مع اللَّه سبحانه. (٣) المحبة عند الصوفية هي من أجَلِّ مقامات اليقين حتى اختلف أهل اللَّه أيهما أتم، مقام المحبة أو مقام الرضا؟ وإن كان الذي نقول به: أن مقام الرضا أتم؛ لأن المحبة ربما حكم سلطانها على المحب، وقوي عليه وجود الشغف فأداه ذلك إلى طلب شهود ما لا يليق بمقامه؛ ألا ترى أن المحب يريد دوام شهود الحيب، والراضي عن اللَّه راض عنه أشهد أم حجبه، والمحب يحب =