للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حاجته وخلَّته وفقره يوم القيامة". فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس" (١) رواه أبو داود والترمذي. وفيه تهديد من أهمل مصالح المسلمين وتغافل عنهم وعن حوائجهم واحتجب دونهم بما لا طاقة لأحد به.

[مجلس في الوالي العادل]

قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ﴾ (٢) الآية. وقال: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ (٣). وفي الآية الأولى إشعار بأن العادل امتثل أمر اللَّه، وكفى بذلك جمالًا وعبودية. وفي الثانية أثر ذلك وثمرته وفائدته العُظْمى وهي بشارة أن اللَّه يحب المقسطين.

وروينا من حديث أبي هرير مرفوعًا (٤): "سبعة يُظلهم اللَّه في ظله يوم لا ظل إلَّا ظله؛ إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة اللَّه، ورجل قلبه معلَّق بالمساجد، ورجلان تحابا في اللَّه اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف اللَّه، ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر اللَّه خاليا ففاضت عيناه" أخرجاه. وإذا أظل اللَّه تعالى الإمام العادل في ظله فأيُّ مضرَّة أو مذلَّة تناله.

وروينا من حديث عبد اللَّه بن عمرو بن العاص مرفوعًا: "إن المقسطين عند اللَّه


(١) أخرجه أبو داود في سننه (٢٩٤٨) كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب فيما يلزم الإمام من أمر الرعية والحجبة عنه، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١٠١)، وابن كثير في البداية والنهاية (٨/ ١٢٦)، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٦٢٩).
(٢) سورة النحل (٩٠).
(٣) سورة الحجرات (٩).
أي اعدلوا بينهما فيما كانا أصاب بعضهم لبعض بالقسط، وهو العدل ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [المائدة: ٤٢]، وروى مسلم في صحيحه عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي قال: "المقسطون عند اللَّه تعالى يوم القيامة على منابر من نور على يمين العرش، الذين يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما ولوا". [تفسير ابن كثير (٤/ ٢١١)].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (١٤٢٣) كتاب الزكاة، [١٨] باب الصدقة باليمين، ومسلم في صحيحه [٩١ - (١٠٣١)] كتاب الزكاة [٣٠] باب فضل إخفاء الصدقة، والترمذي في سننه (٢٣٩١) كتاب الزهد، باب ما جاء في الحب في اللَّه، والنسائي (٨/ ٢٢٢ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٢/ ٤٣٩)، وابن خزيمة في صحيحه (٣٥٨)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢١٧)، والزبيدي في الإتحاف (٤/ ١١٢، ٥/ ٧) وابن حجر في تلخيص الحبير (٣/ ١١٥) والتبريزي في مشكاة المصابيح (٧٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>