للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فصل في استحباب ركعتين بعد الوضوء]

فيه قصة بلال مع رسول اللَّه (١) أخرجاه.

[فصل في سجود الشكر]

فيه حديث سعد بن أبي وقاص في سنن أبي داود.

[فصل في فضل قيام الليل ومتعلقات القيام]

قال اللَّه تعالى: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا (٧٩)(٢).

أمر اللَّه تعالى أحب الخلق إليه وأكرمهم لديه به وتقديم "من الليل" مُشعر بالاهتمام بشأنه وتفخيم قيامه ومادته مُشعرة برفض النوم وإن شقَّ على النفس. فالليل وقت المناجاة، واقتطاف ثمار وصال الأحبة وهو رأس مال المريد، وبه يحصل المزيد، ومعنى "نافلة لك" زيادة في الربح والفضل.

و ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩] لا مرغب مثله، إذ أمر يرجى به ذلك يقبل علمه، ولا يُفرِّط ولهان لديه، ويهتم به أشد الاهتمام ويعول عليه.

وقال تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ (٣) الآية وهذا مدح منه لهم تعالى.


= ومسلم في صحيحه [٧١ - (٧١٥)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، ١١ - باب استحباب تحية المسجد بركعتين وكراهية الجلوس قبل صلاتهما وأنها مشروعة في جميع الأوقات.
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (١١٤٩) كتاب التهجد، ١٧ - باب فضل الطهور بالليل والنهار ومسلم في صحيحه [١٠٨ - (٢٤٥٨)] كتاب فضائل الصحابة، ٢١ - باب من فضائل بلال .
(٢) سورة الإسراء (٧٩).
أمر له بقيام الليل بعد المكتوبة كما ورد في صحيح مسلم عن أبى هريرة عن رسول اللَّه أنه سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: "صلاة الليل" ولهذا أمر تعالى رسوله بعد المكتوبات بقيام الليل، فإن التهجد ما كان بعد نوم، واختلف في معنى قوله تعالى: ﴿نَافِلَةً لَكَ﴾ [الإسراء: ٧٩] فقيل: معناه أنك مخصوص بوجوب ذلك وحدك، فجعلوا قيام الليل واجبًا في حقه دون الأمة، وقيل: إنما جعل قيام الليل في حقه نافلة على الخصوص لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وغيره من أمته إنما يكفر عنه صلواته النوافل الذنوب التى عليه، وقوله: ﴿عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء: ٧٩] أي: افعل هذا الذي أمرتك به لنقيمك يوم القيامة مقامًا محمودًا يحمدك فيه الخلائق كلهم وخالقهم [تفسير ابن كثير (٣/ ٥٦)].
(٣) سورة السجدة (١٦).
يعنى بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة، قال مجاهد والحسن في قوله تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ﴾ [السجدة: ١٦] يعني بذلك قيام الليل، وعن أنس =

<<  <  ج: ص:  >  >>