للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن أنس مرفوعًا: "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له" (١) أخرجاه.

وهو عام في كل دعاء، وطلب الغفران والرحمة في الحديث الأول من باب التمثيل.

فصل في كراهة قول ما شاء اللَّه ثم ما شاء فلان

رواه بإسناد صحيح.

فصل في كراهة الحديث المباح بعد العشاء الآخرة (٢)

إلا في خير، كمذاكرة علم وعذر.

والأحاديث الصحيحة مصرحة بذلك.

روينا من حديث أبي برزة "أن رسول اللَّه كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها" (٣).

وحديث ابن عمر أن رسول اللَّه صلى العشاء في آخر حياته، فلما سلم قال: "أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم أحد" (٤). أخرجاهما.

وعن أنس أنهم انتظروا النبي فجاءهم قريبًا من شطر الليل، فصلي بهم يعني العشاء، قال: ثم خطبنا فقال: "ألا إن الناس قد صلوا ثم رقدوا، وإنكم لن


(١) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٣٣٨] كتاب الدعوات، [٢١] باب ليعزم المسألة فإنه لا مكره له. ومسلم في صحيحه [٧ - (٢٦٧٨)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [٣] باب العزم بالدعاء ولا يقل إن شئت.
(٢) قال الترمذي: اختلف أهل العلم من أصحاب النبي والتابعين ومن بعدهم في السمر بعد صلاة العشاء الآخرة، فكره قوم منهم السمر بعد صلاة العشاء، ورخص بعضهم إذا كان في معنى العلم وما لابد منه من الحوائج وأكثر الحديث على الرخصة. وقد روى الترمذي في سننه [١٦٩] في الصلاة، باب ما جاء من الرخصة في السمر بعد العشاء عن عمر بن الخطاب قال: "كان رسول اللَّه يسمر مع أبي بكر في الأمر من أمر المسلمين وأنا معهما".
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٦٨] كتاب مواقيت الصلاة، [٢٤] باب ما يكره من النوم قبل العشاء، وأبو داود في الصلاة باب [٣]، والترمذي [١٦٨]، وأحمد في مسنده [٤/ ٤٢١].
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٥٦٤] كتاب مواقيت الصلاة، [٢١] باب ذكر العشاء والعتمة ومن رآه واسعا. ومسلم في صحيحه [٢١٧ - (٢٥٣٧)] كتاب فضائل الصحابة، [٥٣] باب قول "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس نفوسة اليوم".

<<  <  ج: ص:  >  >>