للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وجندًا) (١) كلما ذكر عند التأمل.

وروينا من حديث أنس مرفوعًا: "لا يَتَمَنِّين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لا بد فاعلًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي" (٢). أخرجاه.

ففيه النهي عن تمنيه لضرِّه، ومفهومه أن لا يتمنى لهم ديني، وإرشاد المضطر إليه إلى تفويض العليم وسؤاله من فضله أن يفعل ما هو بخيرته.

وروينا من حديث قيس بن أبي حازم قال: دخلنا على خباب بن الأرت (٣) نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبناه ما لا نجد له موضعًا إلَّا التراب، ولولا أن النبي نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به، ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائطًا له فقال: "إن المسلم يؤجر في كل شيء ينفقه إلَّا في شيء يجعله في هذا التراب" (٤). أخرجاه، واللفظ للبخاري.

وفيه الاعتصام بالسنة مع دفع الدواعي الدينية والدنيوية إليه آخره.

أُناس أعرضوا عنا … بلا جرم ولا معنى

أساءوا ظنهم فينا … فهلا أحسنوا الظنا

فإن عادوا لنا عدنا … وإن خانوا فما خُنَّا

وإن كانوا قد استغنوا … فأنا عنهم أغنى


(١) كذا بالأصل.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٦٧١) كتاب المرض والطب، ١٩ - باب تمنى المريض الموت. ورقم (٦٣٥١) كتاب الدعوات، ٣٠ - باب الدعاء بالموت والحياة. ورقم (٧٢٣٣) كتاب التمني، ٦ - باب ما يكره من التمني. ومسلم في صحيحه [١٠ - (٢٦٨٠)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ٤ - باب تمني كراهة الموت، لضر نزل به.
(٣) خباب بن الأرت بن جندلة بن سعد، أبو عبد اللَّه، أبو يحيى، أبو محمد التميمي الزهري الخزاعي، صحابي جليل مشهور، أخرج له أصحاب الكتب الستة، توفي سنة (٣٧، ١٩).
ترجمته: تهذيب التهذيب (٣/ ١٣٣)، تقريب التهذيب (١/ ٢٢٢)، الكاشف (١/ ٢٧٧)، التاريخ الكبير (٣/ ٢١٥)، التاريخ الصغير (١/ ٧٨) الجرح والتعديل (٣/ ١٨١٧)، أسد الغابة (٢/ ١١٤)، الإصابة (٢/ ٢٥٨)، سير الأعلام (٢/ ٣٢٣).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٦٧٢) كتاب المرض والطب، ١٩ - باب تمني المريض الموت، ورقم (٦٣٤٩)، (٦٣٥٠) كتاب الدعوات، ٣٠ - باب الدعاء بالموت والحياة. ورقم (٦٤٣٠، ٦٤٣١) كتاب الرقاق، ٧ - باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها. ورقم (٧٢٣٤) كتاب التمني، ٦ - باب ما يكره من التمني. ومسلم في صحيحه [١٢ - (٢٦٨١)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، ٤ - باب تمني كراهة الموت لضر نزل به.

<<  <  ج: ص:  >  >>