(١) قال تعالى: ﴿لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ﴾. يخبر تعالى أنه خالق السموات والأرض ومالكهما والمتصرف فيهما ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا﴾ [الشورى: ٤٩]: أي يرزقه البنات فقط، قال البغوي: ومنهم لوط ﵊ ﴿وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (٤٩)﴾ [الشورى: ٤٩]، أي يرزقه البنين فقط، قال البغوي: كإبراهيم الخليل ﵊ ﴿أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا﴾ [الشورى: ٥٠]، أي ويعطي لمن يشاء من الناس الزوجين الذكر والأنثى، أي من هذا وهذا، قال البغوي: كمحمد ﷺ ﴿وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا﴾ [الشورى: ٥٠]، أي لا يولد له، قال البغوي: كيحيى وعيسى ﵉. [تفسير ابن كثير (٤/ ١٢١)]. (٢) روى مسلم في صحيحه [٧٨ - (٤٩)] كتاب الإيمان، [٢٠] باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان عن أبي سعيد: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان". قال النووي: قوله ﷺ: "فبقلبه" معناه فليكره بقلبه، وليس ذلك بإزالة وتغيير مه للمنكر، ولكنه هو الذي في وسعه. (٣) ينبغي للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يرفق ليكون أقرب إلى تحصيل المطلوب، فقد قال الإمام الشافعي ﵀: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه، ومما يتساهل أكثر انناس فيه من هذا الباب، إذا رأى إنسانا يبيع متاعا معيا أو نحوه فإنهم لا ينكرون ذلك ولا يُعَرِّفون المشتري بعيبه، وهذا خطأ ظاهر، وقد نص العلماء على أنه =