للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاء إبراهيمَ الخواصَّ (١) سبُعْ يعرج، فأزال عنه ما يكره، فعاوده ومعه شبلاه، فبصبصا له وحملا بين يديه رغيفين.

وشوهد أن حية كانت تنش على ابن أدهم (٢) بالنرجس وهو نائم في البستان فطيبته.

كانت تأتي بعضهم فيشرب من لبنها في بعض البراري.

وطيور كانت تؤانسهم في البراري، وتحمل إليهم أنواع الثمار.

وقال الفقيه إسماعيل الحضرمي يوما لخادمه وهو في سفر: قل للشمس تقف له حتى يصل إلى منزله وكان في مكان بعيد، وقد قرب غروبها. فقال الخادم: قال لك الفقيه إسماعيل قفي له، فوقفت حتى بلغ مكانه، ثم قال للخادم: أما تطلق ذاك المحبوس، فأمرها الخادم بالغروب، فغربت، فأظلم الليل في الحال.

ومن طاعة الجن (٣) لهم أن شخصا جاء إلى سيدي عبد القادر، ذكر أن ابنة له اختطفت فقال له: اذهب إلى خراب الكوخ، وخط دائرة في الأرض، وقل: بسم اللَّه على نية عبد القادر، فإذا كان فحمة العشاء فسيمر بك طوائف من الجن (٤) فلا


(١) إبراهيم بن أحمد، أبو إسحاق الخواص الزاهد، شيخ الصوفية بالري، كان من أكابر مشايخ الطرق، أخذ عنه جعفر الخالدي وغيره، وله تصانيف في التصوف. عنه قال: من أراد اللَّه للَّه بذل له نفسه وأدناه من قربه، ومن أراد اللَّه لنفسه أشبعه من جنانه ورواه من رضوانه وفي تاريخ الصوفية: عن عمر بن سنان المنجبي قال: مر بنا إبراهيم الخواص وقال: لقيني الخضر فسألني الصحبة فخشيت أن يفسد عليَّ سر توكلي بسكوني إليه ففارقته. [تاريخ الإسلام، وفيات (٨/ ٣٦٠)].
(٢) إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر، أبو إسحاق العجلي، وقيل التميمي البلخي الزاهد، أحد الأعلام، وسئل ابن المبارك: ممن سمع إبراهيم بن أدهم؟ قال: قد سمع من الناس، ولكن له فضل في نفسه، صاحب سرائر، ما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا من الخير ولا أكل مع قوم إلا كان آخر من يرفع يده. وعن أبي حاشم: سمعت أبا نعيم: سمعت الثوري يقول: إبراهيم بن أدهم كان شبه إبراهيم الخليل، ولو كان في الصحابة لكان فاضلا. [تاريخ الإسلام للذهبي وفيات (١٦١ - ١٧٠)].
(٣) روى البخاري في صحيحه (٤٨٠٨) كتاب تفسير القرآن، [٢] باب قوله: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)﴾ [ص: ٣٥] عن أبي هريرة عن النبي قال: "إن عفريتا من الجن تفلت عليَّ البارحة -أو كلمة نحوها- ليقطع عليَّ الصلاة، فأمكنني اللَّه منه، وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم، فذكرت قول أخي سليمان: ﴿وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي﴾ قال روح: فرده خاسئا.
(٤) قال النووي فيما رويَ في البخاري قبل هذا، وكذا رواه مسلم في كتاب المساجد، [٨] باب جواز لعن الشيطان أثناء الصلاة رقم (٣٩): فيه دليل على أن الجن موجودون، وأنهم قد يراهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>