للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال له: إن كان على يد الحارث المحاسبي (١) عرق يضرب عليه إذا لم يكن الطعام طيبا، فعلى يدي ستون عرقا كذلك فاستغفر اللَّه.

وقصة مزيد الدين مع البرهمي الذي ارتفع في الهواء، فارتفع إليه نعلي الشيخ ولم يزل يضرب رأسه ويصفعه حتى وقع على الأرض منكسا.

مشهورة:

وكذا قصة الشيخ بهاء الدين السدي صاحب السهر، وروي مع البرهمي الذي جاء إليه، وارتفع في هواء مجلسه فارتفع الشيخ حينئذ في الهواء، ودار في جوانب المجلس فأسلم البرهمي لعجزه عن ذلك لقدرتهم على الارتفاع دون الدوران.

وكذا قصة البرهمي مع ابن خفيف (٢) قال له: تعال نصبر على الطعام أنا وأنت أربعين يوما، فعجز ووفى ابن خفيف.

وكذا قصته معه في المكث مدة في الماء، فمات وصبر الشيخ.

ورعى بعضهم جماعة من أهل الخير في مكان واقع كيدا لهم، فباتوا ليلتهم أجمع، فلما خرج الشيخ بجماعته قال للدار: هذا وقتك فوقعت.

واستأذنت بعض نساء الأمراء زوجها للخروج ليلا، فخرجت وخرج خلفها إلى أن حضرت سماعا فرأى النساء (٣) بقرب الرجال فأنكر، ثم إنه أخذه حرقان بول،


= علوم هذه الطائفة علوم تحقيق وعلوم التحقيق لا تحملها عقول عموم الخلق، وكذلك شيخه أبو الحسن الشاذلي لم يضع شيئا، وكان يقول: كتبي أصحابي - توفي سنة (٦٨٦). [الطبقات الكبرى للشعراني (٢/ ١٢)].
(١) الحارث بن أسد المحاسبي، أبو عبد اللَّه البغدادي الصوفي الزاهد العارف، صاحب المصنفات في أحوال القوم، قال الخطيب: وله كتب كثيرة في الزهد وأصول الديانة والرد على المعتزلة والرافضة. قال الجنيد: مات والد الحارث يوم مات وإن الحارث لمحتاج إلى دانق، وخلف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة، وقال: أهل ملتين لا يتوارثان، وكان أبوه واقفيا، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق ولا غير مخلوق. وقال ابن مسروق: سمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة. توفي سنة (٢٤٣). . [تاريخ الإسلام للذهبي وفيات (٢٤١ - ٢٥٠)].
(٢) أبو عبد اللَّه محمد بن خفيف الضبي ، أقام بشيراز، وهو شيخ المشايخ وأوحدهم في وقته، كان عالما بعلرم الظاهر والحقائق، وحسن الأحوال في المقامات والأحوال، وجميع الأخلاق والأعمال، وكان يقول: التصوف تصفية القلوب ومفارقة أخلاق الطبيعة وإخماد صفات البشرية ومجانبة الدعاوى النفسانية ومنازلة صفات الروحانية، والتعلق بعلوم الحقيقة والنصح لجميع الأمة، وأتباع النبي في الشريعة. توفي سنة (٣٧١). [الطبقات الكبرى للشعراني (١/ ١٠٣)].
(٣) روى البخاري في فضائل عمر، وكذا مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص قال: استأذن =

<<  <  ج: ص:  >  >>