للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد (١).

قالها ثلاثًا وأخذ بها صوته.

ثم صلى ركعتين أخرتين، قرأ في الأولى منها فاتحة الكتاب و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ وفي الثانية الفاتحة و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، فلما سلم قال مثل ما قال من الذكر (٢) المذكور ثلاث مرات، ثم رجع بعد الذكر المذكور إلى فراشه.

فلما كان وقت الفجر قام فأذن وصلى ركعتي الفجر من غير أن يجدد وضوءًا وخرج إلى الصلاة. فأقمت عندهم شهرا على هذا.

فلما كان يوم عرفة قال لي: اقرأ اليوم سورة الأنبياء وسورة الحج، وكلما مررت بذكر نبي من الأنبياء فصل عليه وعلى محمد فإنك إذا فعلت ذلك أعطاك اللَّه ثواب من حج إلى بيت اللَّه الحرام.

فلما كان الضحى جاءني فأخذ بيدي من المسجد، فجئنا إلى الدار، فإذا القوم تهيئوا للإحرام (٣) فدفع إليَّ إزارين وقال لي انو الإحرام.

ثم خرجنا من الدار، وقد حملوا سطلا (٤) صغيرا مملوءا دراهم صحاحا.


(١) روى البخاري في صحيحه (١١٢٠) [١٩] كتاب التهجد، [١] باب التهجد بالليل، عن ابن عباس قال: كان النبي إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد؛ لك ملك السموات والأرض ومن فيهن؛ ولك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد؛ أنت ملك السموات والأرض، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت - أو لا إله إياك".
(٢) روى البخاري في صحيحه (٨٤٤) كتاب الأذان، [١٥٥] باب الذكر بعد الصلاة، عن المغيرة بن شعبة أن النبي كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة: "لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله المد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
(٣) أجمع العلماء على أن المواقيت مشروعة، ثم قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وأحمد والجمهور: هي واجبة، لو تركها وأحرم بعد مجاوزتها أثم ولزمه دم وصح حجه، وقال عطاء والنخعي: لا شيء عليه، وقال سعيد بن جبير لا يصح حجه. وفائدة المواقيت أن من أراد حجا أو عمرة حرم عليه مجاوزتها بغير إحرام، ولزمه الدم.
(٤) السَّطل: إناء من معدن كالمرجل له علاقة كنصف الدائرة، مركبة في عروتين، جمعها أسطال وسطول.

<<  <  ج: ص:  >  >>