للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآيات في الباب كثيرة معلومة ومنها:

﴿أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ (١).

ومنها: ﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ (٢).

ومنها: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (٤٠) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (٤١)(٣).

وقال: ﴿وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ (٤) أي فيحصي ولا يهمل وينسى.

وأما الأحاديث فنذكر منها سبعة عشر حديثًا مشتملة على بيان خواص المجاهدة من أنواع الجزاء وتأهل كل عبد لها، وتنوع حكمها وعموم إفادتها واحتياج كل أحد إليها، وأنها محملة للأشخاص والأوقات، فلا رونق إلا بها، ولها من الأوقات ما هو أهم، وما يسهل ملابسها تشجيعًا وتشويقًا وإلذاذًا وموافقة وقرب أمد.

وأنواعها أنها زبدة العمر، وفائدة لتحسين عمل أو صدق عهد أو غير ذلك، وما يربح عذر كل أحد ويدفع الضواري عن إقامتها.

الحديث الأول: عن أبي هريرة مرفوعا: "أن اللَّه -تعالى (٥) - قال: من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" (٦) رواه البخاري.


(١) سورة المجادلة [٢٢].
(٢) سورة المائدة [٥٦].
(٣) سورة النازعات [٤٠، ٤١].
(٤) سورة البقرة [٢١٥]. أي مهما صار منكم من فعل معروف فإن اللَّه يعلمه وسيجزيكم على ذلك أوفر الجزاء، فإنه لا يظلم أحدًا ثقال ذرة. "تفسير ابن كثير [١/ ٢٥١] ".
(٥) الأحاديث القدسية هي من اللَّه تلقاها النبي بالإلهام أو المنام دون واسطة جبريل واللفظ من عند النبي والمعنى من عند اللَّه، وهو خلاف القرآن الكريم، فالقرآن بلفظه تلقاه النبي من أمين الوحي جبريل من قبل اللَّه -تعالى- بترتيبه الذي عليه مما راجعه عليه جبريل قبل موته ، والحديث القدسي ما أضافه النبي إلى رب العزة -جل وعلا- ورواه عنه، والحديث النبوي: ما رواه النبي ولم يضفه إلى اللَّه -تعالى- ولم يروه عنه.
(٦) أخرجه البخاري في صحيحه [٦٥٠٢] كتاب الرقاق، [٣٨] باب التواضع، وابن ماجه في سننه [٣٩٨٩] كتاب الفتن [١٦] باب من ترجى له السلامة من الفتن، والبيهقي في دلائل النبوة [١/ ١٣] وفي السنن الكبرى [٣/ ٣٤٦]، وابن أبي شيبة في مصنفه [١١/ ٤٧٧]، وابن حجر في تلخيص الحبير [٣/ ١١٧]، والزبيدي في الإتحاف [٨/ ١٠٢]، وذكره الألباني في سلسلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>