للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أستغفرك وأتوب إليك" قالت: يا رسول اللَّه ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟ قال: "جعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها (١) ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)[النصر: ١] " إلى آخر السورة.

وفي رواية له: "كان يكثر من قول: سبحان اللَّه وبحمده استغفره وأتوب إليه قلت: يا رسول اللَّه أراك تكثر من ذلك، فقال: "أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان اللَّه وبحمده، أستغفر اللَّه وأتوب إليه، فقد رأيتها ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)[النصر: ١] فتح مكة" (٢).

وناهيك بأكمل الأمة ارتضى الازدياد ليوم المعاد بأمر رب العباد.

الرابع: حديث أنس: "إن اللَّه تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى يوفى أكثر ما كان الوحي" (٣) أخرجاه، ووجهه حتى يتبعه على أوفر أُنْسٍ وأدوم حضور، وأشد شوق، فليكثر اللبيب من الوداد قبل لقاء الأحباب.

الخامس: حديث جابر مرفوعًا: "يبعث كل عبد على ما مات عليه" أخرجه مسلم (٤) فالعمل بالخاتمة والأمر بالتمام، فطوبى لمن ختم له بالكمال، وحظي من الوصال بأوفر خصال.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [٢١٨ - (٤٨٤)] كتاب الصلاة، [٤٢] باب ما يقال في الركوع والسجود، قال النووي: معنى يتأول القرآن: يعمل ما أمر به في قول اللَّه ﷿: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (٣)﴾ [النصر: ٣]، وكان يقول هذا الكلام البديع في الجزالة المستوفى ما أمر به في الآية، وكان يأتي به في الركوع والسجود لأن حالة الصلاة أفضل من غيرها، فكان يختارها لأداء هذا الواجب الذي أمر به ليكون أكمل. "النووي في شرح مسلم [٤/ ١٦٩] طبعة دار الكتب العلمية".
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٢٠ - (٤٨٤)] كتاب الصلاة، [٤٢] باب ما يقال في الركوع والسجود، وأحمد في مسنده [٦/ ٣٥، ١٨٤]، والطبراني في المعجم الكبير [٨/ ٣٦٢]، والهيثمي في مجمع الزوائد [١٠/ ١٠٩]، وابن السني [١٣٨]، وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية [٢/ ٢١٣].
(٣) بنحوه روى البخاري [٤٩٩٨] في فضائل القرآن، [٧] باب كان جبريل يعرض القرآن على النبي عن أبي هريرة قال: "كان يعرض على النبي القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض، وكان يعتكف كل عام عشرًا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض".
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٨٣ - (٢٨٧٨)] كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، [١٩] باب الأمر بحسن الظن باللَّه -تعالى- عند الموت، وأحمد في مسنده [٣/ ٣٣١، ٣٦٦]، والحاكم في المستدرك [١/ ٣٤٠، ٢/ ٤٥٢]، ٤٩٠، وعبد الرزاق في مصنفه [٦٧٤٦]، والتبريزي في مشكاة المصابيح [٥٣٤٥]، والزبيدي في الإتحاف [٥/ ١٦٣، ٩/ ٥٨٣]، وابن كثير في تفسيره [٣/ ٤٠، ٤/ ٤١٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>