(١) قال النووي: الملل والسآمة بالمعنى المتعارف في حقنا محال في حق اللَّه -تعالى- فيجب تأويل الحديث، قال المحققون: معناه لا يعاملكم معاملة المال فيقطع عنكم ثوابه وجزاءه وبسط فضله ورحمته حتى تقطعوا عملكم، وقيل: معناه لا يمل إذا مللتم، وقاله ابن قتيبة وغيره، وحكاه الخطابي وغيره، وفي هذا الحديث كمال شفقته ﷺ ورأفته بأمته لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم، وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة ولا ضرر، فتكون النفس أنشط والقلب منشرحًا، فتتم العبادة بخلاف من تعاطى من الأعمال ما يشق، فإنه بصدد أن يتركه أو بعضه أو يفعله بكلفة وبغير انشراح القلب، فيفوته خير عظيم. "النووي في شرح مسلم [٦/ ٦٣] طبعة دار الكتب العلمية". (٢) أخرجه البخاري في صحيحه [٤٣] كتاب الإيمان، [٣٣] باب أحب الدين إلى اللَّه أدومه، ورقم [١١٥١] كتاب التهجد، [١٨] باب ما يكره من التشديد في العبادة، ومسلم في صحيحه [٢١٥ - (٧٨٢)] كتاب صلاة المسافرين وقصرها، [٣٠] باب فضيلة العمل الدائم من قيام وغيره، وابن ماجه في سننه [٤٢٣٨]، وأحمد في مسنده [٦/ ٥١]، والبيهقي في السنن الكبرى [٣/ ١٧]، وابن خزيمة في صحيحه [١٢٨٢]. (٣) كذا بالأصل. (٤) في عبادة النبي ﷺ روى البخاري في صحيحه [٤٨٣٧] كتاب تفسير القرآن، سورة الفتح، [٢] باب قوله: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [الفتح: ٢] عن عائشة: "أن النبي ﷺ كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه" فقالت عائشة: "لم تصنع هذا يا رسول اللَّه وقد غفر اللَّه لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ "قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا؟ " فلما كثر لحمه صلى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قال فقرأ ثم ركع.