للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله حتى يقال للرجل ما أجمله! ما أظرفه! وليس في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، إشعار بانتفاء الإيمان، إذ لا إيمان لمن لا أمانة له. وفيه أن رفع الأمانة وقع في زمن حذيفة، وسلف فيه حديث حذيفة وأبي هريرة، وأن الأمانة والرحمة يقومان مقام جنبتي الصراط، وليس إلا لإنجائهما من قام بحقها وإخلائهما من ضيعهما، وأي ترغيب وترهيب مثل هذا، وسلف في حديث عبد اللَّه بن الزبير الطويل، وفيه: أن الاستعانة بالمولى -سبحانه- تزيل كربة معسرها (١) وأن حرص الزبير ووصيته المبادرة بقضاء دينه، وحرص وصيته على ذلك أعقب ما لم يكن يحتسب من بركة لا توصف، ثم حساب الدين وضبطه والنداء في الموسم سنين، وهذه أفعال المؤمن الناصح الصادق.


(١) روى البخاري في صحيحه [٦٣٤٥] عن ابن عباس أن رسول اللَّه كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا اللَّه رب العرش العظيم، لا إله إلا اللَّه رب السماوات والأرض ورب العرش الكريم".
وروى أبو داود [١٥٢٥] عن أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول اللَّه : "ألا أعلمك كلمات تقوليهنَّ عند الكرب -أو في الكرب- اللَّه اللَّه ربي لا أشرك به شيئًا".

<<  <  ج: ص:  >  >>