للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: (١) "إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد اللَّه إخوانا كما أمركم" وفي رواية: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، التقوى ههنا، التقوى ههنا" ويشير إلى صدره (٢)، "بحسب كل امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".

وفي رواية: "إن اللَّه لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم".

وفي رواية: "لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تناجشوا، وكونوا عباد اللَّه إخوانا".

وفي رواية: "لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد اللَّه إخوانا".

وفي رواية: "لا تهاجروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض" رواه مسلم بكل هذه الروايات (٣).

وروى البخاري أكثرها.

والتجسس اتباع العورات وهو مفسد للخلق.

وروينا من حديث معاوية: سمعت رسول اللَّه يقول (٤): "إنك إن اتبعت


(١) أخرجه وما يليه من الروايات: البخاري في صحيحه [٦٠٦٤، ٦٠٦٥] كتاب الأدب [٥٧] باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر، ورقم [٦٠٦٦]، [٥٨] باب ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا﴾ [الحجرات: ١٢]، ومسلم في صحيحه [٢٨ إلى ٣١ - (٢٥٦٣)] ورقم [٣٢ إلى ٣٤ - (٢٥٦٤)]. [٩١] باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها، [١٠] باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره ودمه وعرضه وماله.
(٢) قوله : "التقوى ههنا" ويشير على صدره ثلاث مرات وفي رواية "إن اللَّه لا ينظر إلى أجسامكم ولكن ينظر على قلوبكم" معنى الرواية الأولى: أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى وإنما تحصل بما يقع في القلوب من عظمة اللَّه تعالى وخشيته ومراقبته ومعنى نظر اللَّه هنا مجازاته ومحاسبته أي إنما يكون ذلك على ما في القلب دون الصور الظاهرة، ونظر اللَّه رؤيته المحيطة بكل شيء، ومقصود الحديث أن الاعتبار في هذا كله بالقلب وهو من قوله : "ألا إن في الجسد مضغة. . . . " الحديث. [النووي في شرح مسلم [١٦/ ٩٩] طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) انظر التخريج في أول حديث من الفصل.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه [٤٨٨٨] كناب الأدب، باب النهي عن التجسس والطبراني في المعجم الكبير [١٩/ ٣٧٩]، والزبيدي في اتحاف السادة المتقين [٦/ ٢٦٩] والبيهقي في دلائل النبوة [٦/ ٢٤٧]، وابن كثير في تفسيره [٧/ ٣٥٨].

<<  <  ج: ص:  >  >>