للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تغضب". فردَّدَ مرارا، قال: "لا تغضب" (١) أخرجه البخاري. والغضب مانع من الحلم والرفق.

وروينا من حديث أبي يعلى شداد بن أوس مرفوعًا: "إن اللَّه كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليُحِدَّ أحدكم شفرته وليُرح ذبيحته" (٢) أخرجه مسلم. وفيه ما يسهل التخلق بالحلم والأناة فيحصل المقصود من غير كلفة.

وروينا من حديث عائشة: "ما خُيِّر رسول اللَّه بين أمرين إلَّا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول اللَّه لنفسه في شيء قط إلَّا أن تُنتهك حُرمة اللَّه فينتقم للَّه تعالى" (٣) أخرجاه. فينبغي الاقتداء به في ذلك فنعم الأسوة.

وروينا من حديث ابن مسعود مرفوعًا: "ألا أُخبرُكُم بمن يحرم على النار أو بمن تَحْرُمُ عليه النار؟ تَحرُمُ على كل قريب لين سهل" (٤) رواه الترمذي وحسَّنه. وفيه ما يصرف مقتضى الحلم والرفق، وأمر بما يحرم صاحبه على النار ليصابر ويستديم.


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٦١١٦) كتاب الأدب، [٧٦] باب الحذر من الغضب، والترمذي في سنه (٢٠٢٠)، وأحمد في مسنده (٢/ ١٧٥، ٣٦٢)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ١٠٥)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٦١٥)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ٣٤٥).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٥٧ - (١٩٥٥)] كتاب الصيد والذبائح، [١١] باب الأمر بإحسان الذبح والقتل وتحديد الشفرة، وأبو داود (٢٨١٥)، والترمذي (١٤٠٩)، والنسائي (٧/ ٢٢٧ - ٢٢٩ - المجتبى)، وابن ماجه (٣١٧٠).
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٦١٢٦) كتاب الأدب، [٨٠] باب قول النبي : "يسروا ولا تعسروا"، ومسلم في صحيحه [٧٧ - (٢٣٢٧)] كتاب الفضائل، باب مباعدته للآثام واختياره من المباح أسهله، وانتقامه للَّه عند انتهاك حرماته، وأبو داود في سننه (٤٧٨٥) كتاب الأدب، باب في التجاوز في الأمر، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٥)، وابن عبد البر فى التمهيد (٨/ ١٤٨، ١٤٩).
(٤) أخرجه الترمذي في سننه (٢٤٨٨) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب [٤٥]، وابن حبان في صحيحه (١٠٩٧ - الموارد)، والطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٢٨٥)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٠٨٤)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ٥٦٢)، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٩٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>