للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالحياء منشأه من الإيمان، وكذا كل حالة قلبية فإنها تنشأ من الاعتقاد المناسب لها.

وروينا من حديث عمران بن حصين مرفوعًا: "الحياء لا يأتي إلَّا بخير" (١) أخرجاه. ولمسلم: "الحياء خير كله"، أو قال: "الحياء كله خير" (٢). فالحياء ثمرته كلها جميلة وأنواعه كلها خير.

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، وأفضلها قول: لا إله إلَّا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" (٣) أخرجاه. والبِضع. بكسر الباء ويجوز فتحها: هو من الثلاثة إلى العشرة. والشعبة: القطعة والخصلة. والإماطة: الإزالة. والأذى: ما يؤذي، كحجر وشوك وطين ورماد وقذر ونحو ذلك. فمرتبة الحياء فوق أدنى الخصال التي هي شعب الإيمان (٤) ودون أعلاها، وإماطة الأذى فرعه، وأصل الشيء أعلا من فرعه.

وروينا من حديث أبي سعيد قال: "كان رسول اللَّه أشد حياء من العذراء


= كتاب الأدب [٧٧] باب الحياء، ومسلم في صحيحه [٥٩ - (٣٦)] كتاب الإيمان [١٢] باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان، وأبو داود في سننه (٤٧٩٥)، والنسائي (٨/ ١٢١ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٢/ ٥٦، ١٤٧)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٩٧).
(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٦١١٧) كتاب الأدب [٧٧] باب الحياء، ومسلم في صحيحه [٦٠ - (٣٧)] كتاب الإيمان، [١٢] باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان، وأحمد في مسنده (٤/ ٤٢٧)، والطبراني في المعجم الكبير (١٨/ ٢٠٦)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٠٧١)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٣٩٧)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٣٠٨)، والخطيب في تاريخ بغداد (١١/ ١٩٥).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٦١ - (٣٧)] كتاب الإيمان [١٢] باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان.
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٩) كتاب الإيمان، [٣] باب أمور الإيمان، ومسلم في صحيحه [٥٧ - (٣٥)]، [٥٨ - (٣٥)] كتاب الإيمان، [١٢] باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان، والنسائي (٨/ ١١٠ - والمجتبى)، والزبيدي في الإتحاف (٢/ ٢٦٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٦/ ١٤٧).
(٤) قال الإمام الحافظ أبو حاتم ابن حبان. بكسر الحاء: تتبعت معنى هذا الحديث مرة، وعددت الطاعات، فإذا هي تزيد على هذا العدد شيئًا كثيرًا، فرجعت إلى السنن فعددت كل طاعة عدها الرسول من الإيمان فإذا هي تنقص عن البضع والسبعين، فرجعت إلى كتاب اللَّه تعالى فقرأته بالتدبر وعددت كل طاعة عدها اللَّه تعالى من الإيمان، فإذا هي تنقص عن البضع والستين، فضممت الكتاب إلى السنن وأسقطت المعاد فإذا كل شيء عده اللَّه تعالى ونبيه من الإيمان تسع وسبعون شعبة لا يزيد ولا ينقص [النووي في شرح مسلم (٢/ ٥) طبعة دار الكتب العلمية].

<<  <  ج: ص:  >  >>