للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعها: حديث سهل بن حنيف مرفوعًا: "من سأل اللَّه -تعالى- الشهادة بصدق بلغه اللَّه -تعالى- منازل الشهداء، وإن مات على فراشه" (١) رواه مسلم.

خامسها: حديث أبي هريرة مرفوعًا: "غزا نبي من الأنبياء، فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة، وهو يريد أن يبني بها، ولمَّا يبن بها، ولا أحد بنى بيوتًا لم يرفع سقفها، ولا أحد اشترى غنمًا أو خَلِفاتٍ وهو ينتظر ولادها، فغزا، فدنا من القرية صلاة العصر، أو قريبًا من ذلك، فقال للشمس إنك مأمورة، وأنا مأمور، اللهم احبسها لنا، فحبست حتى فتح اللَّه عليه (٢) فجمع الغنائم، فجاءت -يعني النار- لتأكلها، فلم تطعمها، فقال: إن فيكم غلولًا فليبايعني من كل قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس مثل رأس البقرة من ذهب، فوضعوها فجاءت النار فأكلتها (٣) فلم تحل الغنائم لأحد قبلنا، ثم أحل اللَّه لنا الغنائم؛ رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا" (٤) متفق عليه، وهو ظاهر في أن الغازي بصدق يفتح اللَّه على يديه،


(١) أخرجه مسلم في صحيحه [١٥٧ - (١٩٠٩)] كتاب الإمارة، [٤٦]، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل اللَّه تعالى، والترمذي [١٦٥٣]، كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء فبمن سأل الشهادة، والنسائي [٦/ ٣٧ - المجتبى]، وابن ماجه [٢٧٧٩]، وأبو داود في الدعاء، باب [٤]، وأحمد في مسنده [٥/ ٢٤٤]، والبيهقي في السنن الكبرى [٩/ ١٧٠]، والمنذري في الترغيب والترهيب [٢/ ٢٧٥].
(٢) قال القاضي: اختلف في حبس الشمس المذكور هنا، فقيل: ردت على أدراجها، وقيل: وقفت ولم تدر، وقيل أبطئ بحركتها، وكل ذلك من معجزات النبوة، قال: ويقال إن الذي حبست عليه الشمس يوشع بن نون، قال القاضي: وقد روي أن نبينا حبست له الشمس مرتين: إحداهما يوم الخندق حين شغلوا عن صلاة العصر ثم غربت فردها اللَّه عليه حتى صلى العصر، ذكر ذلك الطحاوي وقال: رواته ثقة. والثانية: صبيحة الإسراء حين انتظر العير التي أخبر بوصولها مع شروق الشمس، ذكره يونس بن بكير في زيادته على سيرة ابن إسحاق. النووي في شرح مسلم [١٢/ ٤٦] طبعة دار الكتب العلمية.
(٣) هذه كانت عادة الأنبياء -صلوات اللَّه وسلامه عليهم- في الغنائم أن يجمعوها فتجئ نار من السماه فتأكلها، فيكون ذلك علامة لقبولها وعدم الغلول، فلما جاءت هذه المرة فأبت أن تأكلها علم أن فيهم غلولًا، فلما ردوه جاءت فأكلتها، وكذلك كان أمر قربانهم إذا تقبل جاءت نار من السماء فأكلته. شرح مسلم للنووي [١٢/ ٤٧] طبعة دار الكتب العلمية.
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه [٣١٢٤] كتاب فرض الخمس، [٨] باب قول النبي : "أحلت لكم الغنائم" وقال اللَّه تعالى: ﴿وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ﴾ [الفتح: ٢٠]، ومسلم [٣٢ - (١٧٤٧)] كتاب الجهاد والسير، [١١]، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة، وأحمد في مسنده [٢/ ٣١٨]، والبيهقي في السنن الكبرى [٦/ ٢٩٠]، وعبد الرزاق في مصنفه [٩٤٩٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>