للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "لا ينظر اللَّه يوم القيامة إلى من جرَّ إزارهُ بطرًا" (١) أخرجاه.

وروينا عنه مرفوعًا: "ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار" (٢) رواه البخاري.

وروينا من حديث أبي ذر مرفوعًا: "ثلاثة لا يكلمهم اللَّه يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" فقرأها رسول اللَّه ثلاث مرار، قال أبو ذر: خابُوا وخسروا، من هم يا رسول اللَّه؟ قال: "المُسبل، والمنَّان، والمنفق سِلعته بالحلِفِ الكاذب" (٣). وعدم تكليمه له للتحقير، والنظر للغضب، والنافي لرفضه مراضي مولاه سبحانه، وإنه لأبلغ تهديد.

وروينا من حديث ابن عمر مرفوعًا: "الإسبال في الإزار والقميص والعمامة، من جرَّ شيئًا خُيلاء لم ينظر اللَّه إليه يوم القيامة" (٤) رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.

وروينا من حديث أبي جُريّ جابر بن سليم (٥) قال: "رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئًا إلَّا صدروا عنه، قلت: من هذا؟ قالوا: رسول اللَّه. قلت:


(١) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٧٨٨) كتاب اللباس [٥] باب من جر ثوبه من الخيلاء، ومسلم في صحيحه [٤٨ - (٢٠٨٧)] كتاب اللباس والزينة، [٩] باب تحريم جر الثوب خيلاء وبيان حد ما يجوز إرخاؤه إليه، وما يستحب.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٧٨٧) كتاب اللباس، [٤] باب ما أسفل من الكعبين فهو في النار، والنسائي (٨/ ٢٠٧ - المجتبى)، وابن ماجه في سننه (٣٥٧٣)، وأحمد في مسنده (٢/ ٤٦١)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ٢٠٤)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٨٨)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٧/ ١٩٢).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [١٧١ - (١٠٦)] كتاب الإيمان، باب بيان غلظ تحريم إسبال الإزار والمن بالعطية وتنفيق السلعة بالحلف.
قال النووي: قوله : "المسبل إزاره" فمعناه المرخي له الجار طرفه خيلاء، كما جاء مفسرًا في الحديث الآخر: "لا ينظر اللَّه إلى من يجر ثوبه خيلاء" والخيلاء الكبر، وهذا التقييد بالجر خيلاء يخصص عموم المسبل إزاره، ويدل على أن المراد بالوعيد من جره خيلاء، وقد رخص النبي في ذلك لأبي بكر الصديق، وقال: "لست منهم" إذ كان جره لغير الخيلاء.
(٤) أخرجه أبو داود في سننه (٤٠٩٤) كتاب اللباس، باب في قدر موضع الإزار، والنسائي (٨/ ٢٠٨ - المجتبى)، وابن ماجه في سننه (٣٥٧٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ٨٩)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٨/ ٢٠٧)، والزبيدي في الإتحاف (٨/ ٣٤٧)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٤٣٣٢)، والطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ٣١١).
(٥) ابن جُريّ جابر بن سليم الهجيمي، صحابي معروف، أخرج له البخاري في الأدب وأبو داود والترمذي والنسائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>