للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجود الشمس ليس مفضيًا للتعهد بدليل ما قبل طلوعها، وليس مانعًا منه، بدليل غروبها، أي وجهت وجهي. وأي مقام أعلى من هذا المقام، وكمال أسنى من هذا الاهتمام.

وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي زهير عمارة بن رؤيبة (١) مرفوعًا: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" يعني الفجر والعصر (٢) ولا راحة أعظم من السلامة منها، وقطع المفاز ﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ﴾ [آل عمران: ١٨٥].

ومن حديث جندب بن سفيان مرفوعًا: "من صلى الصبح فهو في ذمة اللَّه، فانظر يا ابن آدم لا يطلبنَّك اللَّه من ذمته بشيء" (٣) وإذا صار إلى هذا المقام أعني في جوار الملك العلام زال الضرر وحصل له الفوز وكمال الظفر.

وثبت في صحيح البخاري من حديث بريدة مرفوعًا: "من ترك صلاة العصر حبط عمله" (٤).

وما أشد هذا من اهتمام، اللهم ألهمنا المحافظة عليها يا علَّام.


(١) عمارة بن رؤيبة، أبو زهير، الثقفي، الكوفي صحابي نزل الكوفة، أخرج له: مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، توفي بعد سنة (٧) ترجمته: تهذيب التهذيب (٧/ ٤١٦)، تقريب التهذيب (٢/ ٤٩)، الكاشف (٢/ ٣٠٢)، التاريخ الكبير للبخاري (٦/ ٤٩٤)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٦٥) الثقات (٣/ ٢٩٤)، أسد الغابة (٤/ ١٣٨).
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه [٢١٣ - (٦٣٤)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ٣٧ - باب فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما، والنسائي (١/ ٢٣٥)، وأحمد في مسنده (٤/ ١٣٦)، وابن خزيمة في صحيحه (٤١٩، ٣٢٠)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢٩٠)، وابن أبي شيبة في مصنفه (٢/ ٣٨٦).
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٦١ - (٦٥٧)]، (٢٦٢) كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ٤٦ - باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة، والترمذي في سننه (٢٢٢، ٢١٦٤)، وابن ماجه في سننه (٣٩٤٥، ٣٩٤٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢٤٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٣/ ٩٦).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه (٥٥٣) كتاب مواقيت الصلاة، ١٦ - باب من ترك العصر، ورقم (٥٩٤) ٣٥ - باب التبكير بالصلاة في يوم غيم، والنسائي (١/ ٢٣٦ - المجتبى)، وأحمد في مسنده (٥/ ٣٥٠، ٣٦٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٤٤٤، ٤٤٥)، والسيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٥٩)، والمنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٦٤، ٣٠٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (٥٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>