للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في سنن أبي داود بإسناد حسن من حديث عبد اللَّه ابن أم مكتوم، وقيل: عمرو أنه قال: يا رسول اللَّه إن المدينة كثيرة الهوام والسباع، فقال: "تسمع حي على الصلاة حي على الفلاح؟ " قال: نعم.

قال: "فحي هلا" أي تعال. (١)

وروينا في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه قال: "والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمُر بحطب فيحطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلًا فيؤُم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأُحرِّق (٢) عليهم بيوتهم" (٣).

وروينا في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود أن رسول اللَّه علمنا سنن الهدى ومن سنن الهدى، الصلاة في المسجد الذي يُؤَذَّن فيه (٤) وله رواية أخري أطول من هذه.

وروينا في سنن أبي داود، وصحيح الحاكم من حديث أبي الدرداء مرفوعًا: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة، فإنما يأكل الذئب القاصية" (٥) وحاصل هذه الأحاديث بيان عظم أجرها وتأكد أثرها، وما في تركها من الخطر وترك الترخيص مع كثرة الهوام والسباع،


(١) أخرجه أبو داود (٥٥٣) كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة.
(٢) قال النووي: هذا مما استدل به من قال: الجماعة فرض عين، وهو مذهب عطاء والأوزاعي وأحمد وأبي ثور وابن خزيمة وأبو داود، وقال الجمهور: ليست فرض عين، واختلفوا هل هي سنة أم فرض كفاية كما قدمناه، وأجابوا عن هذا الحديث بأن هؤلاء المتخلفين كانوا منافقين، وسياق الحديث يقتضيه فإنه لا يظن بالمؤمنين من الصحابة أنهم يؤثرون العظم السمين على حضور الجماعة مع رسول اللَّه وفي مسجده [النووي في شرح مسلم (٥/ ١٣١) طبعة دار الكتب العلمية].
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه (٦٤٤) كتاب الأذان، ٢٩ - باب وجوب صلاة الجماعة ورقم (٦٥٧) ٣٤ - باب فضل صلاة العشاء في الجماعة، ورقم (٢٤٢٠) كتاب الخصومات، ٥ - باب إخراج أهل المعاصى والخصوم من البيوت بعد المعرفة، ورقم (٧٢٢٤) كتاب الأحكام، ٥٣ - باب إخراج الخصوم وأهل الريب من البيوت بعد المعرفة وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت، ومسلم في صحيحه [٢٥١، ٢٥٢، ٢٥٣ - (٦٥١)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ٤٢ - باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها.
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٢٥٦ - (٦٥٤)] كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ٤٤ - باب صلاة الجماعة من سنن الهدى.
(٥) أخرجه أبو داود في سننه (٥٤٧) كتاب الصلاة، باب في التشديد في ترك الجماعة والنسائي (٢/ ١٠٦ - المجتبى)، والسيوطي في الدر المنثور (٦/ ١٨٦)، والمنذري في الترغيب والترهيب (٢٧٢٨)، والتبريزي في مشكاة المصابيح (١٠٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>