للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسألوني؟ خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا"" (١) متفق عليه.

وأتقى: أفعل تفضيل، وهو صريح في التفاوت في درجاته، فتقوى العامة من الشرك والعدل من المعاصي، والصالحين من الشبهات، والمريدين من الشهوات، والخواص من التوسل بالأعمال، والأولياء مما سوى الحق، والأنبياء منه إليه. وقد قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (٢).

وصح أنه قال: "الحسب المال والكرم التقوى" (٣).

الحديث الثاني: عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: "إن الدنيا حلوة خضرة، وإن اللَّه مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" (٤) رواه مسلم.

الحديث الثالث: عن ابن مسعود مرفوعًا: كان يقول: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" (٥) رواه مسلم أيضًا.


(١) أخرجه البخاري [٣٣٨٣] كتاب أحاديث الأنبياء، [١٩] باب قول اللَّه تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (٧)﴾ [يوسف: ٧]، ومسلم [١٦٨ - (٢٣٧٨)] كتاب الفضائل، [٤٤] باب من فضائل يوسف قال النووي: قال العلماء: وأصل الكرم كثرة الخير، وقد جمع يوسف مكارم الأخلاق مع شرف النبوة مع شرف النسب، وكونه نبيًا ابن ثلاثة أنبياء متناسلين، ثم قال: قال العلماء: لما سئل أي الناس أكرم؟ أخبر بأكمل الكرم وأعمه فقال: "أتقاهم للَّه" وقد ذكرنا أن أصل الكرم كثرة الخير، ومن كان متقيًا كان كثير الخير وكثير الفائدة في الدنيا وصاحب الدرجات العليا في الآخرة، فلما قالوا: ليس عن هذا نسألك، قال: "يوسف" الذي جمع خيرات الآخرة والدنيا وشرفهما، فلما قالوا: ليس عن هذا نسأل، فهم عنهم أن مرادهم قبائل العرب، قال: "خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا". النووي في شرح مسلم [١٥/ ١١٠] طبعة دار الكتب العلمية.
(٢) سورة الحجرات [١٣].
(٣) أخرجه الترمذي [٣٢٧١] كتاب تفسير القرآن، باب من سورة الحجرات، وابن ماجه في الزهد، باب الورع والتقوى رقم [٤٢١٨، ٤٢١٩]، وأحمد في مسنده [٥/ ١]، والبيهقي في السنن الكبرى [٧/ ١٣٦]، والحاكم في المستدرك [٢/ ١٦٣، ٤/ ٣٢٥]، والزبيدي في الإتحاف [٨/ ٣٥٢].
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه [٩٩ - (٢٧٤٢)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [٢٦] باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، والترمذي في سننه [٢١٩١]، وابن ماجه [٤٠٠٠]، وأحمد في مسنده [٦/ ٣٦٤]، والبيهقي في سننه [٧/ ٣٦٩].
(٥) أخرجه مسلم في صحيحه [٧٢ - (٢٧٢١)] كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، [١٨] باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل، والترمذي في سننه [٣٤٨٩] كتاب الدعوات، وابن ماجه في سننه، كتاب الدعاء، باب دعاء رسول اللَّه ، وأحمد في مسنده [١/ ٤١٦، ٤٣٤، =

<<  <  ج: ص:  >  >>