للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أما العقيلي فقال: "عقبة بن علقمة البيروتي، عن الأوزاعي، ولا يتابع عليه"، ثم أنكر عليه حديثين رواهما عن الأوزاعي، من طريق محمد بن عقبة، عن أبيه.

وأما ابن عدي فقال: "روى عن الأوزاعي ما لم يوافقه عليه أحد، من رواية ابنه محمد بن عقبة وغيره عنه"، ثم أنكر عليه ثلاثة أحاديث تفرد بها عقبة، عن الأوزاعي، الحمل فيها على من روى عنه، وهما: ابنه محمد، والحارث بن سليمان الرملي.

وقد وُفِّق ابن حبان حينما ذكر عقبة بن علقمة في الثقات، ثم قال: "يعتبر حديثه من غير رواية ابنه محمد بن عقبة عنه؛ لأن محمدًا كان يدخل عليه الحديث، ويجيب فيه".

فظهر بذلك أن الأحاديث التي أنكرت على عقبة إنما الحمل فيها على ابنه محمد بن عقبة، والذي كان يدخلها عليه فيجيب فيها، أو على الحارث بن سليمان الرملي، فقد كان يغرب على عقبة، وينفرد عنه بأحاديث لا يرويها غيره؛ بل قال ابن عدي: "وللحارث بن سليمان عن عقبة: أحاديث ليست هي بالمحفوظة"، فاعترف ابن عدي بأن التبعة فيها على الحارث وليست على عقبة [انظر: الكامل (٥/ ٢٨١)، الجرح (٣/ ٧٦)، الثقات (٨/ ١٨٣)، وقال: "يغرب"، اللسان (٢/ ٥١٧)، الأفراد للدارقطني (٢/ ٩٥ و ٤٦٣/ ٨٣٨ و ١٩١٨) و (٣/ ٢١٢ و ٣٧١ و ٣٩٥/ ٢٤٥٤ و ٢٩٥٥ و ٣٠٣٦) و (٥/ ٢٤٢ و ٢٦٦/ ٥٢٨٨ و ٥٣٨٣ - أطرافه)].

فإن قيل: محمد بن عقبة بن علقمة: قال فيه أبو حاتم وابنه: "صدوق"؟ فيقال: لعلهما لم يقفا على هذه الأحاديث التي أنكرت عيه من روايته عن أبيه [انظر: الجرح والتعديل (٨/ ٣٦)، تاريخ دمشق (٥٤/ ٢٢٢)، تاريخ الإسلام (١٩/ ٣٠٤)، اللسان (٧/ ٣٥٠)].

ومما حملني على تبرئة عقبة بن علقمة من عهدة هذه الأحاديث التي أنكرت عليه: توثيق جماعة من الأئمة له مثل: أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر -شيخ الشام وناقدها-، والنسائي، وابن معين، وابن خراش، والحاكم، وغيرهم؛ بل قال فيه أبو حاتم: "هو أحب إليَّ من الوليد بن مزيد"، والوليد بن مزيد: ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الأوزاعي [انظر: الجرح والتعديل (٦/ ٣١٤)، الضعفاء الكبير (٣/ ٣٥٤)، الكامل (٥/ ٢٨٠)، الثقات (٨/ ٥٠٠)، تاريخ دمشق (٤٠/ ٥٠٣)، تاريخ الإسلام (١٤/ ٢٦٠)، التهذيب (٣/ ١٢٥)، الميزان (٣/ ٨٧)].

• وفي الباب:

١ - عن أبي سعيد الخدري:

قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أمني جبربل في الصلاة، فصلى الظهر حين زالت الشمس. . ." فذكر الحديث بنحو حديث الجماعة.

أخرجه أحمد (٣/ ٣٠)، والطحاوي (١/ ١٤٧)، والطبراني في الكبير (٦/ ٣٧/ ٥٤٤٣)، وابن عبد البر (٣/ ٣٦٣)، وابن دقيق العيد في الإمام (٤/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>