للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقام الصلاة فصلى، ثم أذَّن للعشاء حين كاب الشفق فنمنا ثم قمنا مرارًا، ثم خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ما أحد من الناس ينتظر هذه الصلاة غيركم [وفي رواية: إن الناس قد صلوا ثم ناموا]، وإنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها، ولولا أن أشق على أمتي لأمرت بتأخير هذه الصلاة إلى نصف الليل، وأقرب من نصف الليل"، ثم أذَّن للفجر فأخرها حتى كادت الشمس أن تطلع [وفي رواية: حتى أسفر، ورأى الرائي نبله]، فأمره فأقام الصلاة فصلى، ثم قال: "الوقت فيما بين هذين الوقتين".

أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٤٠/ ٦٧٨٧)، وفي مسند الشاميين (٢/ ٥٣/ ٩٠٧)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٠/ ٤٠٣).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن المطعم بن المقدام إلا رباح بن الوليد، تفرد به: مروان بن محمد".

قلت: وهو ثقة، وإسناده إلى عطاء بن أبي رباح: إسناد شامي جيد.

٣ - الربيع بن حظيان -وقيل: ابن حيظان، وقيل غير ذلك-:

روى سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل [صدوق. التهذيب (٢/ ١٠٢)]: نا عبد ربه بن ميمون [الأشعري، من أهل الشام، قال أبو زرعة الدمشقي: "ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٢٢)، وروى عنه جماعة من الثقات. انظر: الجرح والتعديل (٦/ ٤٤)، تاريخ دمشق (٣٤/ ١١١)، تاريخ الإسلام (١٢/ ٢٨٥)، إكمال الحسيني (٤٩٩)، التعجيل (٦٠٨)]: نا الربيع بن حظيان [في المطبوع: خطبان]، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله: أن رجلًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأذن بلال بصلاة الظهر حين زالت الشمس. . .، فذكر الحديث بمثل حديث المطعم بن المقدام، ذكر فيه: ثم أذَّن بلال بالعشاء -وهي العتمة- حين ذهب بياض النهار، وهو الشفق فيما يرى، ولم يذكر من المرفوع من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - سوى قوله: "أين سائلي عن وقت الصلاة؟ " فقال: هذا أنا يا رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما بين هدين الوقتين وقت الصلاة".

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٩/ ١٧٦ - ١٧٧)، مطولًا هكذا من طريق: عبد الله بن صالح بن جرير، وهو في عداد المجاهيل، روى عنه ثلاثة ولم يوثق، وذكر له ابن عساكر هذا الحديث في ترجمته مع حديث آخر وذكر فيمن روى عنه ثلاثة.

ثم أخرجه ابن عساكر في تاريخه مرة أخرى (٣٣/ ٢٥٨)، من طريق: إسماعيل بن محمد بن عبيد الله بن قيراط العذري الدمشقي، نعته الذهبي في السير (١٤/ ١٨٦) بقوله: "الشيخ العالم المحدث. . .، وكان صاحب رحلة ومعرفة"، وقد روى عنه جماعات من الثقات المشاهير الأئمة من أهل الشام وغيرها [وانظر: بغية الطلب في تاريخ حلب (٤/ ١٨١٢)، تكملة الإكمال (٤/ ٢٨٦)، تاريخ الإسلام (٢٢/ ١١٠)]، وبهذه المتابعة تطمئن النفس إلى ثبوت الحديث عن ابن بنت شرحبيل، لكن يبقى الكلام على الربيع بن حظيان: فقد وثقه ابن حبان حين ذكره في الثقات (٦/ ٣٠٠)، وقال فيه: "مستقيم الحديث جدًّا"،

<<  <  ج: ص:  >  >>