للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فعجل، ثم صلى الظهر فعجل، ثم صلى العصر فعجل، ثم صلى المغرب فعجل، ثم صلى العشاء فعجل، ثم صلى الصلوات كلها من الغد فاخر، ثم قال للرجل: "ما بين صلاتي في هذي الوقتين: وقت كله".

أخرجه الطحاوي (١/ ١٤٧ - ١٤٨).

وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين.

وهذا -والله أعلم- لا يُعل رواية سليمان بن موسى ومن تابعه، فالذي أبهمه همام في هذه الرواية، بينه غيره: الرجل المبهم الذي حدث عطاء بن أبي رباح هو جابر بن عبد الله، وصفة التعجيل والتأخير بينها أيضًا غيره.

وروايتهم عندي أولى بالصواب من رواية همام، فإن الوهم أبعد عن الجماعة من الواحد، وسليمان بن موسى معروف بالرواية عن عطاء بن أبي رباح، بل وروايته عنه في صحيح مسلم (١٥٣٦)، وقد توبع على روايته متابعات قوية تجعل النفس تطمئن إلى ثبوت روايته وكونها محفوظة، والله أعلم.

• ورواه أيضًا: عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء بن أبي رباح، قال: بلغني أن رجلًا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن وقت الصلاة؟. . . فذكر الحديث بنحوه، وقدَّم وأخَّر.

أخرجه محمد بن الحسن الشيباني في الحجة (١/ ١٢).

وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي: ثقة، من أصحاب عطاء بن أبي رباح، إلا أنه يهم عليه في الشيء بعد الشيء، قال يحيى بن معين: "كان عبد الملك بن أبي سليمان: فيه شيء، مقطع يوصله، وموصل يقطعه" [الضعفاء الكبير (٣/ ٣٢)، وانظر: العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢١٩/ ٤٩٤٩)، التهذيب (٦١٣/ ٢)، الميزان (٢/ ٦٥٦)].

فهذا الحديث قد وصله جماعة من الثقات، وأرسله عبد الملك فوهم فيه، والله أعلم.

• وفي الجملة: فالحديث صحيح عن جابر في قصة سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مواقيت الصلاة، وصلات المغرب في وقتين، والعمدة في متنه: ما رواه ثور بن يزيد، عن سليمان بن موسى، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر به، بخلاف من رواه فجعل أذان بلال في أول الوقت.

فإن قيل: قد روى برد بن سنان، وعبد الكريم بن أبي المخارق، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر: قصة إمامة جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وصلاته المغرب في وقت واحد في اليومين؟

فيقال: قد صح هذا وهذا، وعطاء: حافظ؛ لا يستبعد كون الحديث كان عنده عن جابر بالوجهين جميعًا فحدث به مرة هكذا ومرة هكذا، رواه عنه في إمامة جبريل: برد بن سنان، وابن أبي المخارق.

ورواه عنه في قصة سؤال السائل: سليمان بن موسى، وابن أبي المخارق، والمطعم بن المقدام، والربيع بن حظيان، وتابعهم همام إلا أنه أبهم جابرًا؛ واختصره.

<<  <  ج: ص:  >  >>