للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فضيل يروي عن يزيد أيضًا، فأعرض عن كنيته، وصرح باسمه توهمًا منه، والله أعلم.

[وانظر: إتحاف المهرة (١٥/ ٣٨/ ١٨٨١٩)].

الثاني: قال يزيد بن كيسان في لفظ المرفوع: "ليأخذ كل رجلٍ برأس راحلته؛ فإن هذا منزلٌ حضرنا فيه الشَّيطان" بينما قال بشير أبو إسماعيل: "ليأخذ كل رجل برأس راحلته، ثم يتنحَّ عن بها المنزل، فلم يذكر حضور الشَّيطان، وإنَّما ذكر الأمر بالتنحي دون تعليل؛ وبشير أثبت من يزيد، وأصح حديثًا، ولم يُتكلم في بشير مثلما تُكلم في يزيد، بل قال أبو حاتم الرَّازي: "بشير بن سلمان: كوفي، صالح الحديث، وهو أحب إلي من يزيد بن كيسان".

ويزيد بن كيسان: نعم، وثقه ابن معين والنَّسائيُّ ويعقوب بن سفيان الفسوي والدارقطني، وقال أحمد: "لم يكن به بأس، وقال ابن عدي: "وأرجو ألا يكون برواياته بأس"، لكن قال يَحْيَى بن سعيد القطان: "صالح وسط، ليس هو ممن يعتمد عليه"، وقال أبو حاتم: "يكتب حديثه، ومحله الستر، صالح الحديث"، قال ابن أبي حاتم لأبيه: "يحتج بحديثه؟ قال: لا، هو بابة فضيل بن غَزوان وذويه، بعض ما يأتي به: صحيح، وبعض: لا"، وقال ابن حبان: "وكان يخطئ ويخالف، لم يفحش خطؤه حتَّى يعدل به عن سبيل العدول، ولا أتى من الخلاف بما ينكره القلوب، فهو مقبول الرِّواية؛ إلَّا ما يعلم أنَّه أخطأ فيه، فحينئذ يترك خطؤه كما يترك خطأ غيره من الثقات" [التَّاريخ الكبير (٨/ ٣٥٤)، الجرح والتعديل (٩/ ٢٨٥)، سؤالات أبي داود (٣٩٨)، المعرفة والتَّاريخ (٣/ ١١٩)، الثقات (٧/ ٦٢٨)، ضعفاء العقيلي (٤/ ٣٨٩)، الكامل (٧/ ٢٨٣)، سؤالات البرقاني (٥٥٤)، التهذيب (٤/ ٤٢٧)، الميزان (٤/ ٤٣٨)].

٣ - قال الطحاوي في المشكل (١/ ٥٨٨/ ٥٨٣ - تحفة)، وفي شرح المعاني (١/ ٤٠٢): حدّثنا روح بن الفرج، قال: حدّثنا أبو مصعب الزُّهريّ، قال: حدّثنا ابن أبي حازم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرّس ذات ليلة بطريق مكّة، فلم يستيقظ هو ولا أحد من أصحابه حتَّى ضربتهم الشَّمس، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هذا منزل به شيطان" فاقتاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، واقتاد أصحابه، حتَّى ارتفع الضحى، ثم أناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فأمهم، فصلَّى الصبح.

قلت: وهذا إسناد حسن غريب، رجاله مدنيون مشهورون، ابن أبي حازم، هو: عبد العزيز، وأبو مصعب الزُّهريّ، هو: أحمد بن أبي بكر، راوي الموطأ، وأمَّا روح بن الفرج، فهو: أبو الزنباع القطان المصري، وثقه الخطيب وغيره [انظر: سنن الدارقطني (٢/ ١٧١)، المجروحين (٢/ ٤٦)، الإرشاد (٢/ ٥٦٤)، إكمال ابن ماكولا (٦/ ٣٩٥)، المتفق والمفترق (٢/ ٩٤٩)، التهذيب (١/ ٦١٦)، إكمال مغلطاي (٥/ ١٢)، مغاني الأخيار (١/ ٢٧٣)]، فإن كان قد تفرد به عن أهل المدينة؛ فهو حديث غريب.

• وقد وردت لفظة: "بطريق مكّة"، والتعليل بحضور الشَّيطان فيه أيضًا: من مرسل زيد بن أسلم:

<<  <  ج: ص:  >  >>