للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقد روى مالك في الموطأ (٢٦) عن زيد بن أسلم، أنَّه قال: عرَّس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً بطريق مكّة، ووكَّل بلالًا أن يوقظهم للصلاة، فرقد بلالٌ، ورقدوا، حتَّى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشَّمس، فاستيقظ القوم، وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يركبوا حتَّى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال: "إن هذا واد به شيطان" فركبوا حتَّى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينزلوا، وأن يتوضؤوا، وأمر بلالًا أن ينادي بالصلاة، أو يقيم، فصلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالنَّاس، ثم انصرف إليهم، وقد رأى من فزعهم، فقال: "يا أيها النَّاس! إن الله قبض أرواحنا، ولو شاء لردها إلينا في حينٍ غير هذا، فإذا رقد أحدكم عن الصَّلاة، أو نسيها، ثم فزع إليها فليُصَلِّها كما كان يصليها في وقتها".

ثم التفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر فقال: "إن الشَّيطان أتى بلالًا وهو قائم يصلي، فأضجعه، فلم يزل يهدِّئُه كما يُهَدَّأ الصبيُّ حتى نام"، ثم دعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا، فأخبر بلال رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - مثلَ الذي أخبر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله.

وأخرجه من طريق مالك: البيهقي في المعرفة (٢/ ٨٧/ ٩٨١)، وفي الدلائل (٤/ ٢٧٣).

٤ - وروى حفص بن عمر بن أبي العطَّاف [منكر الحديث، يروي عن أبي الزناد: مناكير. التهذيب (١/ ٤٥٥)، الميزان (١/ ٥٦٠)]، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من نسي صلاة فوقتها إذا ذكرها".

أخرجه الطّبرانيّ في الأوسط (٨/ ٣٤٩ - ٣٥٠/ ٨٨٤٠)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٣٨٤)، والدارقطني (١/ ٤٢٣)، والبيهقيّ في السنن (٢/ ٢١٩)، وفي المعرفة (٢/ ٨٦/ ٩٨٠).

قال الطّبرانيّ: "لم يرو هذا الحديث عن أبي الزناد: إلَّا حفص بن عمر".

وقال الهيثمي في المجمع (١/ ٣٢٢): "رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه حفص بن عمر بن أبي العطاف، وهو: ضعيف جدًّا".

وقال الدارقطني: "حفص ليس بالقوي" [من تكلم فيه الدارقطني في كتاب السنن (٩٢)، تخريج الأحاديث الضعاف (٣٦٦)، وسقط النقد من المطبوعة].

وقال البيهقي: "كذا رواه حفص بن عمر بن أبي العطاف، وقد قيل: عنه، عن أبي الزناد، عن القعقاع بن حكيم، أو عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وهو: منكر الحديث، قاله البُخاريّ وغيره، والصحيح: عن أبي هريرة وغيره، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: ما ذكرنا، ليس فيه: فوقتها إذا ذكرها"، وانظر: مختصر الخلافيات (٢/ ١٥٠).

وقال ابن عبد الهادي في المحرر (١٤٨): "رواه الدارقطني والبيهقيّ بإسناد لا يثبت".

وقال ابن رجب في الفتح (٣/ ٣٥٢) بعد ما ذكر كلام الأئمة فيه: "فلا يلتفت إلى ما تفرد به".

وقال ابن حجر في التلخيص (١/ ١٥٥): "وحفص: ضعيف جدًّا".

وضعفه أيضًا: ابن مفلح في المبدع (١/ ٣٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>