• ثم رواه حفص مرَّة أخرى، فتلون فيه فقال: حدثني أبو الزناد، عن القعقاع بن حكيم -أو: عن الأعرج-، عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، نحوه.
أخرجه ابن عدي (٢/ ٣٨٤).
ثم قال:"وهذان الحديثان: عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: لا يرويهما عنه -مع تلون حفص بن عمر في إسناديهما- غير حفص بن عمر بن أبي العطاف".
قلت: هو حديث منكر، لتفرد حفص هذا به عن أبي الزناد، وهو معروف برواية المناكير عنه.
٥ - قال أبو الحسن بن الحمامي المقرئ في الجزء الأربعين من فوائده، بتخريج أبي الفتح ابن أبي الفوارس: حدّثنا أحمد بن سلمان بن الحسن، قال: حدّثنا محمَّد بن الهيثم، قال: حدّثنا محمَّد بن إسماعيل بن عياش، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا غالب بن عبيد الله، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:"من نسي، أو نام، أو غفل عن الصَّلاة فليُصَلِّها حين يذكرها".
قال ابن أبي الفوارس:"غريب من حديث أبي الزناد عن الأعرج، وهو غريب من حديث غالب بن عبيد الله، لا أعلم حدث به إلَّا إسماعيل بن عياش".
قلت: هذا حديث منكر، تفرد به عن أبي الزناد: غالب بن عبيد الله العقيلي الجزري، وهو: متروك، منكر الحديث [اللسان (٦/ ٢٩٧)]، وإسماعيل بن عياش: روايته عن غير أهل الشَّام ضعيفة، وهذه منها، وابنه: محمَّد: لينه أبو داود وغيره، وقد حدث عن أبيه بغير سماع [انظر: تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٦١)]، وبقية رجاله: ثقات حفاظ.
***
٤٣٧ - . . . حماد، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري: حدّثنا أبو قتادة، أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - كان في سفرٍ له، فمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومِلْتُ معه، فقال:"انظر" فقلت: هذا راكب، هذان راكبان، هؤلاء ثلاثة، حتَّى صِرنا سبعةً، فقال:"احفظوا علينا صلاتنا" يعني: صلاة الفجر.
فضُرِب على آذانهم، فما أيقظهم إلَّا حرُّ الشَّمس، فقاموا فساروا هُنيَّةً، ثم نزلوا فتوضؤوا، وأذَّن بلال، فصلوا ركعتي الفجر، ثم صلَّوا الفجر، وركبوا، فقال بعضهم لبعض: قد فرطنا في صلاتنا، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنه لا تفريطَ في النوم، إنما التفريطُ في اليقظة، فإذا سها أحدكم عن صلاة فليُصَلِّها حين يذكرها، ومن الغد للوقت".
• حديث صحيح.
أخرجه أبو داود هنا في الصَّلاة، وأعاده بطرف منه في كتاب الأدب، برقم (٥٢٢٨).