للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الأخرى، فإذا كان ذلك فليصلها حين يستيقظ، فإذا كان من الغد فليصلها عند وقتها"" ثم أسنده ثم قال: "وإنما أراد -والله أعلم- أن وقتها لم يحوَّل إلى ما بعد طلوع الشمس بنومهم عنها، وقضائهم لها بعد الطلوع، فإذا كان الغد فليصلها عند وقتها، يعني: صلاة الغد، هذا هو اللفظ الصحيح، وهذا هو المراد به، فحمله خالد بن سمير عن عبد الله بن رباح على الوهم، وقد صرح في رواية عمران بن حصين بذلك، وفي حديث ابن رباح متناهٍ له عند عمران: دلالة على كون القصتين واحدة، والله أعلم".

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٢٠٦): "وروى خالد بن سمير عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة في هذا الحديث: أنه كان في جيش الأمراء، وهذا وهم عند الجميع؛ لأن جيش الأمراء كان في غزاة مؤتة، وكانت سرية لم يشهدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كان الأمير عليها زيد بن حارثة، ثم جعفر بن أبي طالب، ثم عبد الله بن رواحة، وفيها قُتِلوا رحمهم الله، وقد روى هذا الحديث: ثابت البناني، وسليمان التيمي، عن عبد الله بن رباح على غير ما رواه خالد بن سمير، وما قالوه فهو عند العلماء: الصواب، دون ما قاله خالد بن سمير".

قال ابن حجر في الفتح (١/ ٤٤٨): "وهو كما قال ... ".

وقال في التهذيب في ترجمة خالد (١/ ٥٢٢): "وذكر له ابن جرير الطبري، وابن عبد البر، والبيهقي: حديثًا أخطأ في لفظة منه، وهي قوله في الحديث: كنا في جيش الأمراء. يعني: مؤتة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحضرها" [وانظر أيضًا: الفتح لابن رجب (٣/ ٣٣٨)، الفتح لابن حجر (٢/ ٨٥)، عون المعبود (٢/ ٧٨ - ٨٠)].

قلت: خالد بن سمير: وثقه النسائي والعجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه إلا الأسود بن شيبان، وهو تابعي من أهل البصرة، قليل الرواية، غير مشهور [انظر: التاريخ الكبير (٣/ ١٥٣)، الجرح والتعديل (٣/ ٣٣٥)، الثقات (٤/ ٢٠٤)، معرفة الثقات (٣٨٧)، إكمال ابن ماكولا (٤/ ٣٧٢)، التهذيب (١/ ٥٢٢)، ذيل الميزان (٣٢٧)، التقريب (١٧٤) وقال: "صدوق، يهم قليلًا"].

فروايته هذه منكرة؛ لمخالفتها ما رواه مشاهير الحفاظ وأئمتهم: ثابت البناني، وبكر بن عبد الله المزني، وقتادة، عن عبد الله بن رباح، كما تقدم.

ونذكر فقط من مخالفاته في هذا الحديث ثلاثة مواضع:

الأول: قوله في هذا الحديث: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كان منكم يركعُ ركعتي الفجر فليركعْهما" فقام مَن كان يركعُهما، ومن لم يكن يركعُهما فركعَهما.

وهذا قد يستدل به بعضهم على أن بعض الصحابة لم يكن يصلي ركعتي الفجر أصلًا، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرهم على هذا.

بينما الأحاديث الواردة في الحث على المواظبة عليهما، وفي بيان فضلهما كثيرة

<<  <  ج: ص:  >  >>