للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال البزار: "وهذا الحديث يُروى عن عمران وغيره، ولا نعلم لعمران طريقًا أحسن من هذا الطريق؛ لأن يونس بن عبيد حسَّن إسناده".

قلت: الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، وهذا قول جمهور الأئمة، وقد خالف الحاكمَ فيما نقله وذهب إليه: أقربُ الناس إليه، وأكثرُهم عنه روايةً، وهو تلميذه البيهقي، فقد قال في السنن (١٠/ ٧٠): "ولا يصح عن الحسن عن عمران سماع من وجه صحيح يثبت مثله"، وقال أيضًا (١٠/ ٨٠): "ولا يصح سماع الحسن من عمران؛ ففيه إرسال"، وقال في المعرفة (٥/ ٦٦/ ٣٨٧٨): "أهل الحديث لا يثبتون سماع الحسن من عمران بن حصين".

• وممن نفى سماع الحسن من عمران، ولم يعتد بهذه الروايات التي صرح فيها بالسماع:

يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأبو حاتم الرازي، والبرديجي:

• قيل ليحيى القطان: "كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين؟ فقال: أما عن ثقة فلا".

• وروى صالح بن أحمد بن حنبل قال: قال أبي: "الحسن، قال بعضهم: حدثني عمران بن حصين"، قال ابن أبي حاتم: يعني: إنكارًا عليه أنه لم يسمع من عمران بن حصين.

ولا يعارض هذا بما رواه أبو داود في مسائله لأحمد، قال: "قيل لأحمد: سمع الحسن من عمران؟ قال: ما أُنكِره، ابن سيرين أصغر منه بعشر سنين سمع منه. قال أحمد: وقتادة يدخل بينهما -يعني: الحسن وعمران-: هياج"، ففي هذا النص لم يجزم أحمد بسماع الحسن من عمران، ولا بعدم السماع، ولكن ذكر قرينة على هذا وهذا، وقرينته على عدم السماع أقوى، وهي إدخال قتادة لهياج بين الحسن وعمران، وعلى هذا فهذه الرواية إنما تبيِّن توقف أحمد في هذه المسألة، وعدم جزمه فيها بشيء، والأخذ برواية ابنه صالح أولى؛ لعدم تردد أحمد فيها، والله أعلم.

• وقال إسحاق بن منصور الكوسج: "قلت ليحيى [يعني: ابن معين]: ابن سيرين والحسن سمعا من عمران بن حصين؟ قال: ابن سيرين، نعم" قال أبو محمد ابن أبي حاتم: يعني: أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين.

وقال عثمان بن سعيد الدارمي: "قلت ليحيى بن معين: الحسن لقي عمران بن حصين؟ قال: أما في حديث البصريين؛ فلا، وأما في حديث الكوفيين؛ فنعم".

• وقال علي بن المديني: "الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، وليس يصح ذلك من وجه يثبت"، كذا في المراسيل، ونصه في العلل: "ولم يسمع من عمران بن حصين شيئًا، وليس بصحيح، لم يصح عن الحسن عن عمران سماع من وجه صحيح ثابت".

<<  <  ج: ص:  >  >>