للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثه اختلاف، وقد ضعَّف حديثه هذا: ابن المديني والترمذي والعقيلي [العلل (١١٧)، جامع الترمذي (٢٩١٧)، الضعفاء (٢/ ٢٩)].

وقد اعتمد بعضهم -مثل الحاكم، وابن حبان (٥/ ١١٣/ ١٨٠٧ - الصحيح)، والبزار [نصب الراية (١/ ٩٠) حيث ذكر عمران في الصحابة الذين سمع منهم الحسن]- على مثل هذه الروايات في إثبات السماع، والله أعلم.

وقد روى هذا الحديث أيضًا عن الحسن، غير يونس بن عبيد:

١ - هشام بن حسان، عن الحسن، عن عمران بن حصين، قال: سرينا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما كان من آخر الليل عرَّسنا، فلم نستيقظ حتى أيقظنا حرُّ الشمس، فجعل الرجل منا يقوم دهشًا إلى طهوره، قال: فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يسكنوا، ثم ارتحلنا، فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ، ثم أمر بلالًا فأذن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أقام فصلينا، فقالوا: يا رسول الله! ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: "أينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الربا؛ ويقبله منكم" وزاد في رواية: "إنما التفريط في اليقظة".

أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٩٨/ ٩٩٤)، وابن حبان (٤/ ٣١٩/ ١٤٦١) و (٦/ ٣٧٥/ ٢٦٥٠)، وأحمد (٤/ ٤٤١)، والبزار (٩/ ٤٤/ ٣٥٦٤)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٤٠٩ و ٤١٣/ ١١٢٧ و ١١٣٦)، والطحاوي (١/ ٤٠٠)، والطبراني في الكبير (١٨/ ١٦٨/ ٣٧٨)، والدارقطني (١/ ٣٨٥ - ٣٨٦ و ٣٨٧)، وابن حزم في المحلى (٣/ ٢٠)، وفي الأحكام (٧/ ٤١٤ - ٤١٥)، والبيهقي (٢/ ٢١٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٥/ ٢٥٦)، وفي الاستذكار (١/ ٨٦)، وابن الجوزي في التحقيق (٦٣٣).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلا عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقًا عن عمران إلا هذا الطريق، وقد رُوي نحو كلامه ومعناه من وجوهٍ، بألفاظ مختلفة، فذكرنا كل حديث بلفظه في موضعه".

قلت: نعم، قد تفرد هشام بن حسان عن الحسن بهذا اللفظ، ولم يتابعه عليه إلا بعض الضعفاء، لكن قبل أن نذكر طرقهم ننبه على أنه قد ورد التصريح بسماع الحسن من عمران في أحد الطرق:

فقد رواه عن هشام بن حسان: يزيد بن هارون، وأبو أسامة حماد بن أسامة،

وروح بن عبادة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومكي بن إبراهيم البلخي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري:

رواه ستتهم -وهم ثقات- عن هشام بالعنعنة.

ورواه زائدة بن قدامة [ثقة ثبت] عن هشام، فجاء عنه مرة بالعنعنة، ومرة: عنه، عن هشام، عن الحسن، أن عمران بن حصين حدثه. ومرة: عنه، عن هشام، قال: زعم الحسن أن عمران بن حصين حدثه.

ولعل هذه الصيغة الأخيرة هي الأقرب للصواب، كما وقع في المسند، فإن كان ذلك

<<  <  ج: ص:  >  >>