للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية: فقال عبادة: لا صلاة إلا بقراءة.

أخرجه عبد الرزاق (٢/ ١٣٠/ ٢٧٧١) [وسقط من إسناده: محمود بن الربيع]، وابن أبي شيبة (١/ ٣٢٩/ ٣٧٧٠)، وابن المنذر في الأوسط (٣/ ١١٠/ ١٣٢٧)، والطحاوي في أحكام القرآن (١/ ٢٥٢/ ٥٠٩)، والبيهقي في السنن (٢/ ١٦٨)، وفي القراءة (١٣٣ و ٢٠١ و ٢٠٢)، وعلقه ابن عبد البر في التمهيد (١١/ ٣٩).

من طرق عن ابن عون به.

قلت: وهذا موقوف على عبادة بن الصامت بإسناد صحيح، رجاله ثقات مشهورون، سمع بعضهم من بعض، قال البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٣١٢) عن رجاء: "سمع محمود بن الربيع".

• وهذا هو الَّذي صح عن عبادة بن الصامت في هذا الحديث:

• ما رواه الزهري، قال: سمعت محمود بن الربيع، يحدث عن عبادة بن الصامت، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" [متفق عليه].

• وما رواه عبد الله بن عون، عن رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع، قال: صليت صلاةً، وإلى جنبي عبادة بن الصامت، قال: فقرأ بفاتحة الكتاب، قال: فقلت له: يا أبا الوليد! ألم أسمعك تقرأ بفاتحة الكتاب؟ قال: أجل؛ إنه لا صلاة إلا بها. موقوف.

وما عدا ذلك مما سبق ذكره في الباب فلا يصح منه شيء.

وهذه الرواية الثانية الموقوفة هي عندي أصل ما وقع من أوهام في رفع هذه القصة، والجمع بينها وبين حديث الزهري، كما وقع في حديث مكحول وغيره، والله أعلم.

فإن قيل: فلماذا لا يقال: اختلف رجاء بن حيوة والزهري على محمود بن الربيع، فرواه رجاء موقوفًا، ورفعه الزهري؟

فيقال: لا مخالفة بينهما، وإنما روى كل واحد منهما حديثًا مستقلًا: أما الزهري فروى عنه حديثًا مرفوعًا، وأما رجاء فروى عنه حادثةً، وواقعة حالٍ جرت له مع عبادة، وكلاهما ثقةٌ حفِظَ ما روى، وضبطه، وأداه كما سمعه.

• ففي سؤالات ابن طهمان لابن معين (٣٣٦): "قيل له: روى الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب"، وروى ابن عون، عن رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع، عن عبادة؛ موقوف؟ قال: قد روى، والزهري صحيح الحديث، ثقة".

يعني: أن رواية رجاء الموقوفة لا تعارض رواية الزهري المرفوعة، ولا تُعلُّها ما هو ظاهر، وذلك بخلاف ما رواه مكحول وغيره.

• وقال البخاري في القراءة خلف الإمام (١٥٤): "والذي زاد مكحول، وحرام بن معاوية [يعني: حرام بن حكيم]، ورجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع، عن عبادة، فهو

<<  <  ج: ص:  >  >>