للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وممن تأول الحديث على ظن عمرو بن دينار وأبي الشعثاء في الجمع الصوري: ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٢٢٠)، وفي الاستذكار (٢/ ٢١٣).

لكن فيه تكلف ظاهر، قال الخطابي في المعالم (١/ ٢٢٨): "ظاهر اسم الجمع عرفًا لا يقع على من أخر الظهر حتى صلاها في آخر وقتها، وعجل العصر فصلاها في أول وقتها؛ لأن: هذا قد صلى كل صلاة منهما في وقتها الخاص بها، وإنما الجمع المعروف بينهما: أن تكون الصلاتان معًا في وقت إحداهما" [وانظر: الفتح لابن حجر (٢/ ٥٨٠)، عمدة القاري (٧/ ١٥١)].

وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٤): "وإرادة نفي الحرج يقدح في حمله على الجمع الصوري؛ لأن القصد إليه لا يخلو عن حرج".

قلت: ولا يثبت حديث مرفوع في الجمع الصوري، وسيأتي لذلك مزيد بيان في آخر الباب.

* وانظر فيمن وهم فيه على ابن جريج: ما أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (١٢٦٠)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٤٨٠/ ٢٦٧٣ - أطرافه).

٨ - محمد بن مسلم الطائفي، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال: صلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثمان ركعات جميعًا، وسبع ركعات جميعًا، من غير مرض ولا علة.

أخرجه الطبراني في الكبير (١٢/ ١٣٧/ ١٢٨٠٧)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٩٠).

وهذا منكر بهذه الزيادة التي في آخره: من غير مرض ولا علة، والتي تفرد بها عن عمرو بن دينار: محمد بن مسلم الطائفي، وهو: صدوق، يخطئ إذا حدث من حفظه، وكتابه أصح، وله غرائب، وقد ضعفه أحمد على كل حال، من كتاب وغير كتاب [انظر: التهذيب (٣/ ٦٩٦)، الميزان (٤/ ٤٠)، التقريب (٥٦٤)].

وقد رواه عن عمرو بن دينار بدون هذه الزيادة جماعة من الثقات الحفاظ، وفيهم أثبت أصحاب عمرو، وهم: سفيان بن عيينة، وحماد بن زيد، وشعبة، وابن جريج، ومعمر بن راشد، وحماد بن سلمة، وروح بن القاسم.

وانظر أيضًا فيمن وهم في إسناده على عمرو بن دينار: علل ابن أبي حاتم (٢/ ٤٦٩/ ٥٢٥)، علل الدارقطني (١٣/ ٢١/ ٢٩٠٧) و (١٣/ ٣٦٣/ ٣٢٥١)، معجم الشيوخ للصيداوي (٣٢١).

* تابع عمرو بن دينار عليه:

حبيب بن أبي حبيب، عن عمرو بن هَرِم، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس؛ أنه صلى بالبصرة الأولى والعصر ليس بينهما شيء، والمغرب والعشاء ليس بينهما شيء، فعل ذلك من شغل.

وزعم ابن عباس أنه صلى مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالمدينة الأولى والعصر ثمان سجدات ليس بينهما شيء. لفظ حبان بن هلال [عند النسائي].

<<  <  ج: ص:  >  >>