للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٢١٠): "وهو حديث ضعيف".

وقال في موضع آخر (٥/ ٧٧): "وهذا حديث -وإن كان في إسناده من لا يحتج بمثله أيضًا من أجل حنش هذا- فإن معناه صحيح من وجوه".

قلت: هو حديث منكر، تفرد به عن عكرمة مولى ابن عباس المدني، دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم؛ أحد المتروكين: الحسين بن قيس الرحبي أبو علي الواسطي، ولقبه: حنش، وهو: متروك، منكر الحديث، قال البخاري: "أحاديثه منكرة جدًّا، ولا يكتب حديثه" [التهذيب (١/ ٤٣٤)].

* قلت: وقد روي عن عمر موقوفًا عليه قوله، وفي سنده اختلاف، وفيه مقال [أخرجه عبد الرزاق (١/ ٥٣٥/ ٢٠٣٥) و (٢/ ٥٥٢/ ٤٤٢٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ٢١٢/ ٨٢٥٣)، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٤٢٤/ ١١٤٩)، والبيهقي (٣/ ١٦٩)] [قال الشافعي: "وليس هذا بثابت عن عمر، هو مرسل"، وقال ابن المنذر: "غير ثابت؛ لانقطاع إسناده"، وقال البيهقي: "هو مرسل، أبو العالية: لم يسمع من عمر"، وانظر: المراسيل (٢٠٣ - ٢٠٥)، تحفة التحصيل (١٠٧)، لكن قال الذهبي في تهذيب السنن (٣/ ١١٠١/ ٤٩٤٨): "بلى؛ سمع منه"] [قلت: قد أثبت لأبي العالية الرياحي السماع من عمر: البخاري ومسلم وغيرهما، لكن هذه الرواية الأقرب أنها من كتاب عمر لأبي موسى؛ وهي واقعة يغلب على الظن عدم شهوده لها. انظر: العلل ومعرفة الرجال (٤٦٥ و ٣٤٤١)، الكنى للبخاري (٩٣٩)، التاريخ الكبير (٣/ ٣٢٦)، كنى مسلم (٢٣٤٠)، الجرح والتعديل (٣/ ٥١٠)، إكمال الإكمال (٤/ ٩٣)، السير (٧/ ٢٠٤)، تحفة التحصيل (١٠٧)].

* وروى البيهقي (٣/ ١٦٩) من طريق: عبد الله بن محمد بن الحسن الرمجاري: ثنا عبد الرحمن بن بشر [ثقة]: ثنا يحيى بن سعيد [القطان: إمام حافظ، ثقة متقن]، عن يحيى بن صبيح [ثقة]، قال: حدثني حميد بن هلال [ثقة]، عن أبي قتادة -يعني: العدوي-؛ أن عمر بن الخطاب -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كتب إلى عامل له: ثلاث من الكبائر: الجمع بين الصلاتين إلا في عذر، والفرار من الزحف، والنهبى.

قال البيهقي في السنن: "أبو قتادة العدوي أدرك عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، فإن كان شهده كتب فهو موصول، وإلا فهو إذا انضم إلى الأول صار قويًا".

وقال في المعرفة (٢/ ٤٥٢): "ورواه أبو قتادة العدوي؛ أن عمر كتب إلى عامل له، وليس فيه أنه شهد الكتابة، فهو مرسل، كما قال الشافعي، ثم السفر عذر، وكذلك المطر".

قلت: عبد الله بن محمد بن الحسن الرمجاري، هو: ابن الشرقي المترجم له في السير (١٥/ ٤٠)، وفي الميزان (٢/ ٤٩٤)، واللسان (٤/ ٥٦٩)، وهو أخو الحافظ أبي حامد ابن الشرقي، وسماعاته صحيحة، لكن تكلموا فيه لأجل شرب المسكر، ولا أظنه تفرد بهذه الرواية؛ فقد وجدتها من طريق آخر، وبه يثبت عدم سماعه له من عمر:

<<  <  ج: ص:  >  >>