للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• ومما يؤكد كون حديث حسين هذا منكر من حديث عكرمة:

أن يحيى بن أبي كثير [وهو: ثقة ثبت، روايته عن عكرمة في صحيح البخاري]، قد رواه عن عكرمة، عن ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، قال: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يجمع بين صلاتى الظهر والعصر [في السفر]، إذا كان على ظهر سير، ويجمع بين المغرب والعشاء. وهو حديث صحيح غريب، علقه البخاري في صحيحه (١١٠٧) بصيغة الجزم [وقد تقدم ذكره قريبًا]، وهو المحفوظ في ذلك من حديث عكرمة عن ابن عباس، وأن المتن الذي أتى به حسين بن عبد الله عن عكرمة: متن منكر، لا يشهد له حديث صحيح، فضلًا عن ضعف حسين هذا، ومخالفته من هو أثبت منه بألف مرة في حديث عكرمة عن ابن عباس، والله أعلم.

٤ - وروى سليمان بن حرب [ثقة حافظ، لزم حماد بن زيد تسع عشرة سنة. التهذيب (٢/ ٨٨) وعارم [محمد بن الفضل: ثقة ثبت، أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد عبد الرحمن بن مهدي. الجرح والتعديل (٨/ ٥٨)]، ويونس بن محمد المؤدب [ثقة ثبت]، والحسن بن موسى الأشيب [ثقة]:

ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس -ولا أعلمه إلا مرفوعًا، وإلا فهو عن ابن عباس-؛ أنه كان إذا نزل منزلًا في السفر، فأعجبه المنزل، أقام فيه حتى يجمع بين الظهر والعصر ثم يرتحل، فإذا لم يتهيأ له المنزل مدَّ في السفر فسار فأخر الظهر حتى يأتي المنزل الذي يريد أن يجمع فيه بين الظهر والعصر. لفظ سليمان بن حرب.

ولفظه عند أحمد من طريق يونس وحسن: كان إذا نزل منزلًا فأعجبه المنزل؛ أخَّر الظهر حتى يجمع بين الظهر والعصر،. . . .

أخرجه أحمد (١/ ٢٤٤) عن يونس والحسن به. والبيهقي (٣/ ١٦٤)، بإسناد صحيح إلى سليمان بن حرب وعارم به. والضياء في المختارة (١١/ ٩٥/ ٨٤)، من طريق أحمد.

هكذا شك في رفعه حماد بن زيد عن أيوب.

قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٥٨٣): "ورجاله ثقات؛ إلا أنه مشكوك في رفعه، والمحفوظ أنه موقوف".

* ثم رواه البيهقي (٣/ ١٦٤) أيضًا بنفس الإسناد، وهو إسناد صحيح إلى: حجاج بن منهال: ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، قال: إذا كنتم سائرين فنابكم المنزل فسيروا حتى تصيبوا منزلًا تجمعون بينهما، وإن كنتم نزولًا فعجل بكم أمرٌ فاجمعوا بينهما ثم ارتحلوا.

هكذا موقوفًا بغير شك، وهو الأشبه بالصواب، فمن جزم وضبط أولى ممن شك ولم يدر؛ أهو مرفوع أم موقوف، ولو كان المرفوع محفوظًا لانتثر، وحدث به الناس، وأودعه المصنفون في كتبهم؛ إذ كيف يُهجر إسناد مثل هذا في ثقة رجاله وشهرتهم، ويشتهر إسناد حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس على ضعفه، وقلة حديثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>