للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه: فإن الموقوف هو المحفوظ من حديث ابن عباس هذا، وهذا إسناد منقطع رجاله ثقات، أبو قلابة: لم يسمع من ابن عباس، قال الطحاوي: "أبو قلابة لا سماع له من ابن عباس" [مشكل الآثار (٦/ ٣٨٠) وكثيرًا ما يدخل رجلًا بينه وبين ابن عباس [انظر: تحفة التحصيل (١٧٦)].

***

١٢١٥ - . . . عبد العزيز بن محمد، عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غابت له الشمس بمكة، فجمع بينهما بسَرِف.

حديث غريب

أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٢٨٧/ ٥٩٣)، والطحاوي (١/ ١٦١)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٢٢٦)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٦٤)، وفي المعرفة (٢/ ٤٥٠/ ١٦٤٤)، وابن عبد البر في التمهيد (١٢/ ٢٠٦).

رواه عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي: يحيى بن محمد الجاري، ونعيم بن حماد.

ولفظ المؤمَّل بن إهاب عن يحيى الجاري [عند النسائي]: غابت الشمس ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة، فجمع بين الصلاتين بسَرِف.

قال ابن عبد البر في التمهيد: "ولمالك -رَحِمَهُ اللهُ- عن أبي الزبير حديث غريب صحيح، ليس في الموطأ عند أحد من رواته فيما علمت، والله أعلم".

قلت: هو حديث غريب من حديث مالك، ثم من حديث الدراوردي:

فإن نعيم بن حماد المروزي: ضعيف، له مناكير كثيرة تفرد بها عن الثقات المشاهير [انظر: التهذيب (٤/ ٢٣٤)، الميزان (٤/ ٢٦٧)].

ويحيى بن محمد بن عبد الله بن مهران الجاري: قال العجلي ويحيى بن يوسف الزِّمِّي: "ثقة"، وأورد ابن عدي هذا الحديث في ترجمته، وختمها بقوله: "ليس بحديثه بأس"، لكن قال عن حديثه هذا: "وهذا يرويه يحيى الجاري عن الدراوردي عن مالك، ويُروى عن الحماني عن الدراوردي أيضًا"، مما يدل على استغرابه من حديث مالك، بل ومن حديث الدراوردي أيضًا، والدليل على أن قول ابن عدي هذا ليس توثيقًا للجاري على المعهود من إطلاق هذا الاصطلاح؛ نقله في أول الترجمة جرح البخاري الشديد له [راجع الكلام عن بعض إطلاقات ابن عدي، والتي تحمل على التعديل: فضل الرحيم الودود (٨/ ٣٣٣/ ٧٥٥)]، وقد ذكر يحيى الجاريَّ ابنُ حبان في الثقات، وقال: "يُغرب"، ثم أعاد ذكره في المجروحين، وقال: "يروي عن الدراوردي، روى عنه مؤمَّل بن إهاب، كان ممن يتفرد بأشياء لا يتابع عليها، على قلة روايته، كأنه كان يهم كثيرًا، فمن هنا وقع المناكير في روايته، يجب التنكب عما انفرد من الروايات، وإن احتجَّ به محتجٌّ فيما وافق الثقات لم أر

<<  <  ج: ص:  >  >>