لم أدخله في التصنيف، أراد: أبا الزبير عن جابر، أو: أبا الزبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، والخطأ من الربيع".
قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثوري عن محمد، تفرد به الربيع، واختلف على الثوري في الجمع بين الصلاتين من وجوه عدة".
وقال ابن عبد البر: "في إسناده نظر".
قلت: هو حديث باطل من حديث الثوري، رواه أصحاب الثوري الثقات، مثل: أبي نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن الوليد العدني، وغيرهم:
عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جمع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين الظهر والعصر بالمدينة، في غير سفر ولا خوف.
وهذا هو المعروف فيه [تقدم تخريجه تحت الحديث السابق برقم (١٢١٠)]، والربيع بن يحيى الأشناني: روى عنه جماعة من الأئمة ممن لا يروي إلا عن الثقات، وقال أبو حاتم: "ثقة ثبت"، ومع ذلك فقد حمل عليه في هذا الحديث، وعدَّه باطلًا، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن قانع: "ضعيف"، وقال البرقاني: سمعت الدارقطني يقول: "الربيع بن يحيى الأشناني: ضعيف، ليس بالقوي، يخطئ كثيرًا"، ونقل عن الدارقطني أيضًا أنه قال في هذا الحديث بعينه: "وهذا حديث ليس لمحمد بن المنكدر فيه ناقة ولا جمل"، وقال الحاكم: "قلت للدارقطني: الربيع بن يحيى الأشناني؟ قال: ليس بالقوي، يروي عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن جابر: الجمع بين الصلاتين، هذا يسقط مئة ألف حديث" [سؤالات البرقاني (١٥٦ و ٦٥٤)، سؤالات الحاكم (٣١٩)، التهذيب (١/ ٥٩٦)].
• وروي أيضًا: عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر؛ ولا يثبت أيضًا عن الثوري؛ إنما هو سلوك للجادة، ولزوم للطريق السهل [أخرجه الدارقطني في العلل (١٣/ ٣٧٧/ ٣٢٦٥)، وأبو نعيم في الحلية (٧/ ٨٨ - ٨٩)].
• وروي عن شعبة، عن أبي الزبير عن جابر، ولا يثبت؛ إنما هو سلوك للجادة، ولزوم للطريق السهل [أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٢/ ٣١)].
***
١٢١٦ - قال أبو داود: حدثنا محمد بن هشام -جار أحمد بن حنبل-: حدثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد، قال: بينهما عشرة أميال، يعني: بين مكة وسَرِف.
إسناده صحيح إلى هشام بن سعد مقطوعًا عليه
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي (٣/ ١٦٤).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "عشرة أميال: ثلاثة فراسخ وثلث، والبريد أربعة