للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وظاهر هذه الرواية أنه كان يضطجع على كل حال بعد فراغه من صلاة الليل، فإن كانت مستيقظة حدثها وهو مضطجع، ولم يتعرض لذكر ركعتي الفجر، ولا لفعله حال نومها، وأن ذلك كان بعد طلوع الفجر.

د - ورواه عبد الله بن إدريس [ثقة ثبت، كان بينه وبين مالك صداقة]، عن مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الركعتين قبل الفجر [وفي رواية: ركعتي الفجر]، فإن كانت له [إليَّ] حاجة كلمني بها، وإلا خرج إلى الصلاة.

أخرجه الترمذي (٤١٨)، والدارمي (١٥٨٩ - ط. البشائر).

قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح.

وقد كره بعض أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم الكلام بعد طلوع الفجر حتى يصلي صلاة الفجر؛ إلا ما كان من ذكر الله أو مما لا بد منه، وهو قول أحمد وإسحاق".

وظاهر هذه الرواية متعلق بمشروعية الحديث بعد ركعتي الفجر وقبل صلاة الفريضة، ولم يتعرض في هذه الرواية لصلاة الليل، ولا لمسألة الاضطجاع، ولا لموضع الاضطجاع أهو بعد صلاة الليل؟ أم بعد ركعتي الفجر؟ ولا لحال عائشة؟ مستيقظة كانت أم نائمة.

هـ - ورواه روح بن عبادة [ثقة فاضل]: نا مالك، عن أبي النضر - مولى عمر بن عبيد الله -، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى من الليل ففرغ؛ فإن كنت يقظانةً تحدث معي، وإلا اضطجع حتى يأتيه المؤذن.

أخرجه إسحاق بن راهويه (٢/ ٤٧٦/ ١٠٥٤).

وظاهر هذه الرواية أنه كان إذا فرغ من صلاة الليل حدث عائشة إن كانت مستيقظة، فإن كانت نائمة اضطجع حتى يأتيه المؤذن، ولم يتعرض لركعتي الفجر.

* وقد أخرج مالك في الموطأ (١/ ٢٠٠/ ٣٦٥)، عن عبد الله بن يزيد المدني، وعن أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، وإذا بقي من قراءته قدرُ ما يكون ثلاثين أو أربعين أيةً، قام فقرأ وهو قائمٌ، ثم ركع وسجد، ثم صنع في الركعة الثانية مثلَ ذلك.

هكذا وليس فيه شيء يتعلق بحديثنا هذا [وقد تقدم تخريجه برقم (٩٥٤)]، لكن أخرجه البخاري في الصحيح (١١١٩) (١١٢٦ - ط. التأصيل)، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن يزيد، وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنهما -؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي جالسًا، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته نحو من ثلاثين أو أربعين أيةً قام فقرأها وهو قائم، ثم يركع، ثم سجد، يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك، فإذا قضى صلاته نظر؛ فإن كنتُ يقظى تحدث معي، وإن كنت نائمةً اضطجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>