للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد رواه الجوهري في مسند الموطأ (٣٨٤) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي مقرونًا بعبد الله بن مسلمة القعنبي، وساق الحديث للقعنبي، ولم يشر إلى وجود زيادة في آخره للتنيسي، والله أعلم.

ولم أجد هذا الطرف الأخير المتعلق بحديث الباب عند أحد ممن روى الحديث من طريق مالك، إلا فيما رواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب: حدثنا عمي: حدثنا مالك، عن أبي النضر، وعبد الله بن يزيد، عن أبي سلمة، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كنت يقظانةً تحدث معي بعد طلوع الفجر، وإن كنت نائمةً اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن.

أخرجه أبو علي أحمد بن علي بن شعيب المدائني في فوائده (٥٦) (٢/ ١٤٩/ ١٦٦٨ - مجموع أجزاء حديثية مطبوع بعنوان: الفوائد لابن منده).

فدل ذلك على أن البخاري لم ينفرد بهذه اللفظة، حيث تابع عبدُ الله بن وهب عبدَ الله بن يوسف التنيسي عليها، ولا يقال هنا تفرد بها عن ابن وهب: ابنُ أخيه، وقد قيل فيه ما قيل؛ وذلك لكونه مرويًا من وجه آخر صحيح، وابنُ أخي ابن وهب هذا: أكثر عن عمه، وهو صدوق تغير بآخره، كان مستقيم الأمر، ثم خلَّط بعدُ فحدَّث بما لا أصل له، حتى رُمي بالكذب، وقد أنكروا عليه أحاديث تفرد بها عن عمه، ولا أصل لها، حتى اتهمه أبو زرعة بالوضع [التهذيب (١/ ٨١)، إكمال التهذيب (١/ ٧٥)، الميزان (١/ ١١٣)، ضعفاء النسائي (٧١)، سؤالات البرذعي (٢/ ٧١١ و ٧١٢)، المجروحين (١/ ١٤٩)، المدخل إلى الصحيح (٤/ ١٣٠)] [وانظر: ما تقدم برقم (١٤٨ و ٧١٤ و ٨٢٩ و ١٠٢٤)]، والله أعلم.

وانظر: علل الدارقطني (١٤/ ٢٩٧/ ٣٦٣٩).

* قلت: والحاصل: فإن مالكًا قد اختلف عليه في متن هذا الحديث اختلافًا شديدًا، وليس هو في الموطأ، سوى رواية معن بن عيسى، ولعل مالكًا ضرب على هذا الحديث في الموطأ، وذهل معن عن ذلك فأثبته في موطئه، وهاتان القرينتان تدلان عندي على اطراح مالك لهذا الحديث، وعدم اعتداده به؛ لذا لم يورده في الموطأ، أعني: جمهور رواة الموطأ.

قال الشافعي: "كان مالك إذا شكَّ في بعض الحديث طرحه كله" [الجرح والتعديل (١/ ١٤)، مسند الموطأ للجوهري (٤٦)، الحلية (٦/ ٣٢٢)، التمهيد (١/ ٦٣)، الانتقاء (٢٣)، المسالك في شرح الموطأ (١/ ٣٣٤)، ترتيب المدارك (١/ ١٨٩ - ط. المغربية)].

وقال عتيق الزبيري: "وضع مالك الموطأ على نحو من عشرة آلاف حديث، فلم يزل ينظر فيه كل سنة، ويُسقط منه، حتى بقي هذا، ولو بقي قليلًا لأسقطه كله" [ترتيب المدارك (٢/ ٧٣)].

قلت: وقول عتيق بن يعقوب الزبيري هذا فيه مبالغة ظاهرة، لكنه محمول على شدة

<<  <  ج: ص:  >  >>