للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحري مالك في الحديث، وأنه كتب موطأه من نحو هذا العدد من أصوله مما تحمله عن شيوخه، وأنه أول ما صنف الموطأ أودعه عددًا كبيرًا من الأحاديث ثم لم يزل ينظر فيها، ويسقط منها ما لا يراه صالحًا للاحتجاج، أو ما يشك فيه [على ما قال الشافعي]، حتى آل الموطأ إلى ما آل إليه، وحمله رواة الموطأ بعد ذلك، أعنى بعد الحذف والإسقاط، وذلك؛ لأن التفاوتَ بين روايات الموطأ يسيرٌ - على ما بينه الجوهري وأبو العباس الداني -، مع كون مالك بعد روايته للموطأ لم يزل يزيد فيه وينقص منه شيئًا يسيرًا [مسند الموطأ (٦٣٣)، الإيماء إلى أطراف الموطأ (٤/ ٣٥١ - ٤٨٠)، مقدمة الأعظمي على الموطأ (١/ ٩٦)].

وعتيق بن يعقوب الزبيري المدني: وثقه الدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات؛ إلا أن له أوهام وغرائب يتفرد بها عن مالك، ولا يتابع عليها [انظر: طبقات ابن سعد (٥/ ٤٣٩)، سؤالات البرقاني (٣٩٥)، ثقات ابن حبان (٨/ ٥٢٥ و ٥٢٧)، الجرح والتعديل (٧/ ٤٦)، التاريخ الكبير (٧/ ٩٨)، فتح الباب (٩٦٤)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٧٦)، اللسان (٥/ ٣٧٢)، راجع مثلًا: آخر الحديث رقم (٤١٩)].

* وانظر فيمن وهم فيه على مالك: ما أخرجه أبو علي أحمد بن علي بن شعيب المدائني في فوائده (٥٧) (٢/ ١٤٩/ ١٦٦٩ - مجموع أجزاء حديثية مطبوع بعنوان: الفوائد لابن منده). علل الدارقطني (١٤/ ٢٩٧/ ٣٦٣٩).

* خولف فيه مالك.

***

* قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عمن حدثه: ابن أبي عَتَّاب أو غيره، عن أبي سلمة، قال: قالت عائشة: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى ركعتي الفجر، فإن كنتُ نائمةً اضطجع، وإن كنتُ مستيقظةً حدثني.

* من غير هذا الوجه، وأصله متفق عليه.

هكذا رواه مسدد عن ابن عيينة بالشك، ورواه غيره بغير شك على الصواب:

رواه الحميدي، والشافعي، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وعبد الجبار بن العلاء [وهم ثقات، وفيهم أثبت أصحاب ابن عيينة]، وغيرهم:

عن سفيان، عن زياد بن سعد، عن ابن أبي عتاب، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.

ولفظ الشافعي [عند البيهقي في المعرفة]: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتي الفجر؛ فإن كنت مستيقظة حدثني، وإلا اضطجع حتى يقوم إلى الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>