للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه، لكن قوله في هذا الحديث: فلما فرغ ركعهما في بيتي، فما تركهما حتى مات، فهو وهم في أوله، متابع في آخره؛ إذ إن الثابت مما تقدم في الصحيحين وغيرهما: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما صلاهما لأول مرة قضاء في بيت أم سلمة، لا في بيت عائشة، وإنما داوم عليهما في بيت عائشة، فقد صح عنها أنها قالت: ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتين بعد العصر عندي قط [حتى توفاه الله] [وفي رواية: حتى فارق الدنيا].

وقالت: والذي ذهب به! ما تركهما حتى لقي الله، وقالت أيضًا: ما كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندي في يومٍ إلا صلى ركعتين بعد العصر.

وأما بقية أطرافه فهو متابع عليها في الجملة.

١٤ - ورواه بقية بن الوليد [حمصي، صدوق]: حدثني محمد بن زياد الألهاني [حمصي، ثقة، روى له البخاري]، عن عبد الله بن أبي قيس، قال: سألتُ عائشة عن الركعتين بعد العصر؟ فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليهما في الهاجرة، فسهى عنهما حتى صلى العصر، ثم ذكر فصلاهما.

وفي رواية: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يركعهما قبل صلاة الهاجرة، فسهى عنهما، فذكرهما بعد العصر فركعهما، فلم يركعهما قبلها ولا بعدها.

أخرجه إسحاق بن راهويه (٣/ ٩٥٨/ ١٦٧٠)، وعنه: أبو العباس السراج في مسنده (١٥٤٨)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٣٤٥)، والطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٢١/ ٨٤٧).

قال ابن رجب في الفتح (٣/ ٢٩٩): "وهذا إسناد جيد".

قلت: الحديث باللفظ الثاني وهم، ويحتمل أن يكون من شيخ الطبراني الحسين بن السميدع [وثقه الخطيب. تاريخ بغداد (٨/ ٥١)]، وفي بقية الروايات عن بقية، وعن محمد بن زياد الألهاني: أن هاتين الركعتين إنما صلاهما عن ركعتين بعد الظهر، كما سيأتي، كذلك فإن قوله في هذه الرواية: فلم يركعهما قبلها ولا بعدها: زيادة شاذة، كما سيأتي بيانه.

* ورواه بقية بن الوليد [حمصي، صدوق]، ومحمد بن حرب الخولاني [حمصي، ثقة]:

قال بقية: حدثني محمد بن زياد الألهاني، عن عبد الله بن أبي قيس، قال: سألت عائشة عن ذراري المؤمنين، وذراري المشركين؟ فقالت: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذراري المؤمنين؟ فقال: "هم مع آبائهما" فقلت: بلا عمل؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أعلم بما كانوا عاملين"، وسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذراري المشركين؟ فقال: "هم مع آبائهم"، قلت: بلا عمل؟ قال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". لفظ بقية عند إسحاق.

أخرجه أبو داود (٤٧١٢)، وإسحاق بن راهويه (٣/ ٩٥٨/ ١٦٧١)، وحرب الكرماني في مسائله (٣٥٠ - ط. السلامة)، وجعفر الفريابي في القدر (١٧٠)، والآجري في الشريعة

<<  <  ج: ص:  >  >>