للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأسود عبد الله بن أبي قيس؛ أن عطية بن عازب أرسله إلى أم المؤمنين عائشة يسألها عن ثلاث خصال، وقرأ -عليه السلام- من عطية، وأهدى هديةً، فقالت: ابن عُفَيف؟ قال: نعم، أمرني أن أسألك عن وصال النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: كان يصوم يومًا وليلةً، وسألها عن صيامه؟ فقالت: كان يصل شعبان برمضان، وسألها عن ركعتين بعد العصر؟ فنهت عنهما.

قلت: هو حديث منكر بهذا السياق؛ لتفرد يحيى بن سعيد العطار الحمصي به [وقد تحرف في مطبوعة مسند الشاميين: العطار إلى القطان، وسقط من إسناده: حريز بن عثمان، وهو: حمصي ثقة ثبت]، ويحيى بن سعيد هذا: ضعيف، روى أحاديث منكرة [التهذيب (٤/ ٣٥٩)، الميزان (٤/ ٣٧٩)، الجرح والتعديل (٩/ ١٥٢)، الكامل (٧/ ١٩٣)].

* ولحديث عبد الله بن أبي قيس عن عائشة طرق أخرى لم تشتمل على موضع الشاهد، فلم أذكرها: انظر: التاريخ الكبير (١/ ٩٨)، الكنى والأسماء للدولابي (١/ ٣٣٠ - ٣٣١/ ٥٩١) و (٢/ ٦٧٩/ ١١٩٥)، تاريخ دمشق (٥٣/ ١٢٤).

* والحاصل: فإن حديث عبد الله بن أبي قيس عن عائشة: قد رواه عنه جماعة من الثقات، واختلفت ألفاظهم فيه، وهو حديث صحيح بمجموع أطرافه في الجملة، دون ما حكمت عليه بالشذوذ والوهم والنكارة، وسيأتي تفصيل الكلام على أطرافه كل في موضعه من السنن، وأما موضع الشاهد منه هنا فقد رواه من الثقات:

* معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس، قال: سألتُ عائشة عن الركعتين بعد العصر؟ فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي ركعتين بعد الظهر، فشُغِل عنهما حتى صلى العصر، فلما فرغ ركعهما في بيتي، فما تركهما حتى مات.

قال عبد الله بن أبي قيس: فسألت أبا هريرة عنه؟ قال: قد كنا نفعله ثم تركناه.

قلت: وهذا على شرط مسلم [مسلم (٣٠٧)، راجع الحديث السابق برقم (٢٢٦)، التحفة (١١/ ١٦٢٧٩/٢٨١)]، لكن وهم فيه معاوية بن صالح، في قوله: فلما فرغ ركعهما في بيتي، وإنما ركعهما في بيت أم سلمة، وقد سبق بيان ذلك في موضعه، ويأتي أيضًا.

* محمد بن زياد الألهاني [حمصي، ثقة، روى له البخاري]، عن عبد الله بن أبي قيس، قال: سألتُ عائشة عن الركعتين بعد العصر؟ فقالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصليهما في الهاجرة، فسهى عنهما حتى صلى العصر، ثم ذكر فصلاهما.

* عتبة بن ضمرة بن حبيب [حمصي ثقة]، قال: حدثني عبد الله بن أبي قيس مولى غُطَيف، أنه أتى عائشة أم المؤمنين، فسلم عليها، فقالت: من الرجل؟ قال: أنا عبد الله مولى غُطَيف بن عازب، فقالت: ابن عُفَيف؟ فقال: نعم، يا أم المؤمنين، فسألها عن الركعتين بعد صلاة العصر، أركعهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالت له: نعم.

وهذه الرواية لا معارضة فيها لما صح من طرق الحديث عن عائشة.

* يزيد بن خمير [الرحبي الحمصي: ثقة]، قال: سمعت عبد الله بن أبي موسى،

<<  <  ج: ص:  >  >>