عن حماد بن سلمة [بصري، ثقة]، عن الأزرق بن قيس [بصري، تابعي، ثقة، من الثالثة، روى له البخاري]، عن ذكوان [مولى عائشة: مدني، تابعي، ثقة، من الثالثة، روى له الشيخان]، عن عائشة، عن أم سلمة -رضي الله عنهم-[وفي رواية الجدي: حدثتني أم سلمة]؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيتها ركعتين بعد العصر، فقلت: يا رسول الله ما هاتان الركعتان؟ فقال:"كنت أصليهما بعد الظهر فجاءني مال فشغلني فصليتهما الآن". لفظ أبي الوليد.
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٤٢٥/ ٣٠٨٤)، والطحاوي (١/ ٣٠٢)، والمحاملي في الأمالي (٢٧٠ - رواية ابن مهدي الفارسي)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٤٨/ ٥٠١)، والبيهقي (٢/ ٤٥٧ و ٤٨٥)، [الإتحاف (١٨/ ٢١٦/ ٢٣٥٨٢)، المسند المصنف (٤٠/ ٣٠٦/ ١٩٢٥٨)].
وهو حديث صحيح.
* ورواه النضر بن شميل [بصري، ثقة ثبت]: نا حماد -وهو: ابن سلمة-: أنا الأزرق -وهو: ابن قيس-، عن ذكوان، عن أم سلمة، قالت: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد العصر ركعتين في بيتي، فقلت: يا رسول الله! ما هاتان الركعتان؟ فقال:"كنت أصليهما بعد الظهر، فجاءني مال فشغلني، فصليتهما بعد العصر".
أخرجه إسحاق بن راهويه (٤/ ١٧٢/ ١٩٥٧).
هكذا بإسقاط عائشة من الإسناد، وهو تقصير في الإسناد، والذي زادها في الإسناد أحفظ وأكثر، فزيادته مقبولة.
* خالفهم: يزيد بن هارون، قال: أخبرنا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان، عن أم سلمة، قالت: صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العصر، ثم دخل بيتي، فصلى ركعتين، فقلت: يا رسول الله! صليت صلاة لم تكن تصليها، قال:"قدم عليَّ مالٌ فشغلني عن الركعتين كنت أركعهما [وفي رواية: أصليهما] بعد الظهر، فصليتهما الآن"، فقلت: يا رسول الله! أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال "لا".
قلت: وهذه رواية شاذة بهذه الزيادة في آخره: أفنقضيهما إذا فاتتا؟ قال:"لا"، وبإسقاط عائشة من الإسناد، وقد رواه عن حماد بن سلمة بدون هذه الزيادة جمعٌ من الحفاظ: أبو الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، وهدبة بن خالد، وحجاج بن المنهال، والنضر بن شميل [وهم ثقات أثبات]، وغيرهم.
وهذا الحديث قد رواه عن أم سلمة جماعة بدون هذه الزيادة، منهم: كريب مولى ابن عباس، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، راجع طرق حديث أم سلمة، وهو حديث الباب.
قال ابن حزم في المحلى (٢/ ٢٧١) عن حديث يزيد بن هارون: "حديث منكر؛ لأنه